|
||
ذكرت فى السابق خمسة عوامل لنجاح العمل الفردي وسأذكر لك فى هذا الدرس عوامل أخرى هامة لنجاح العمل الفردي هي: سادساً : المواظبةكان أحد المرسلين إلى بلاد الهند يشجع بعض الهنود على العمل الفردي وقال لهم: لو كل منا ربح 50 نفس للمسيح لصارت كل القرية للمسيح وكان ابن المرسل الصغير يسمع هذه العظة التي يعظها أبوه وبعد العظة قال الابن لأبيه المرسل: سأبدأ من اليوم الصلاة لأجل زميلي الهندي فهو مثلي يبلغ من العمر 12 سنة وسأحدثه عن المسيح وقبل مرور شهرين كان المرسل يعمد الفتى الهندي زميل ابنه وبعد المعمودية أحتضن الابن أبيه في فرح وحب غامر وقال لأبيه: بابا الآن لم يبق عليّ إلا ربح 49 لتصير القرية للمسيح، هل أنت نظير هذا الفتى؟!المواظبة تعنى الصبر والاستمرارية فربما لا تربح النفس من الجلسة الأولى أو حتى العاشرة فلنواظب يومياً وشهرياً بل وسنوياً وربما مع نفس الشخص الذي نتحدث معه ولا تيأس ولا تطلب نتائج سريعة تذكر "لذلك اسهروا متذكرين أني ثلاث سنين ليلا ونهارا لم افتر أن انذر بدموع كل واحد" (أعمال 31:20) ، قال مستر ر.ا. تورى: واظبت لمدة 15 عاما ولم يمر يوم واحد من هذه السنين الطويلة دون أن أصلي لأجل شخص معين كنت أحبه لكي أجد الفرصة المناسبة لأحدثه عن الرب يسوع وشكرا للرب بعد 15 سنة من المواظبة نالت هذه النفس الخلاص وأصبح خادماً متفرغاً للإنجيل فلا تيأس "لأن الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح" (2تيموثاوس 7:1) سابعاً : قداسة الحياة والسلوكإن الله لا يوافق أبدا أن يستخدم آلات غير نقية لذلك يقول يشوع "تقدسوا لأن الرب يعمل غدا فى وسطكم عجائب" (يشوع5:3) فلا يرضى تاجر عاقل أن يعرض بضائعه فى فترينات قذرة أو نادي يقدم مشروباته فى أكواب قذرة فقد نلوم زماننا والعيب فينا فتقول أنها الآن الأيام الأخيرة والنفوس تقست ولكن لنتقدس يا جميع حاملي آنية الرب فيستخدمنا الرب بقوة فى كل خدمة ولاسيما العمل الفردي، كان جون وسلي ينادي دائماً بالآية "هذه هي إرادة الله قداستكم" (1تسالونيكي3:4) ، وقال أعطيني مائة شخص يحبون الله بكل قلوبهم ولا يخافون سوى الخطية والله يهز بهم العالم. ثامناً : الغـيرة المقدسةقال وليم مكدونلد يُعذر المؤمن الذي لا يملك قدرة عقلية فائقة أو قوة جسمانية فذة لكن لا يعذر التلميذ الذي يفتقر إلى الغيرة من لم يضرم قلبه بحماس روحي لربح النفوس لقد شهد الرب عن المعمدان "كان هو السراج الموقد المنير وأنتم أردتم أن تبتهجوا بنوره ساعة" (يوحنا35:5) وكان الرب الغيور يحترق وينير ولسان حاله "غيرة بيتك أكلتني" (يوحنا17:2) ولقد قال جم اليوت فى قصيدته الشهيرة "امنحني الحماس الذي يضرم فيّ نار العمل حتى لا أكون قطعة طين باردة خاملة بل اجعلني يارب لهيباً لك وناراً متقدة وقال سبرجن أن الخدمة الباردة مثل محراك النار البارد الذي بدل من أن يحرك النيران الإلهية الروحية فى القلوب يبقى كتحف ذهبية فى حجرة الجلوس. أصلى أن تمتلئ بهذه الغيرة النارية فالملائكة خدام الرب نار آكلة ( مز 4:104 ) . كم من المسيحيين شعروا بالخجل عندما قرأ المبشر الشهير بلي جراهام رسالة أرسلها شاب إلى خطيبته يشرح لها سبب إرغامه على فسخ الخطبة ونص الرسالة: نحن الشيوعيون نتزايد بنسبه مذهلة جداً إننا نُلقى حتفاً بالرصاص ونسجن ونلاقي كل عذاب وتنكيل إننا نعيش في السجون المظلمة وفي الفقر المدقع ونقدم كل مبلغ نربحه مما يزيد عن حاجتنا الضرورية للحزب الشيوعي الذي ننتمي إليه فإننا لا نذهب إلى السينما ولا الملاهي ولا الحفلات ولا نبني القصور ولا نقتني السيارات الفخمة ونوفر كل ما نستطيع أن نوفره لنشر مبادئنا وحياتنا كلها تتجه إلى هدف واحد هو نشر مبادئنا هذا المبدأ هو حياتي وعملي وديني وهوايتي وهو خطيبتي وطعامي وشرابي لأجل هذا المبدأ أعمل في النهار وبه أحلم في الليل هو يملك كل حواسي، يزيد ولا يضعف بمرور الزمن، لهذا لا أحتفظ بصداقة أو علاقة حب لا علاقة لها بهذه القوى الدافعة المسيطرة على حياتي، وتقديري للناس والكتب والأفكار والأعمال إنما يقاس بمقدار أثرها في خدمة هذا المبدأ ونشره وإني على استعداد لأن أذهب إلى السجن والإعدام .. فمعذرة يا خطيبتي أعلن لأجل ذلك فسخ الخطبة.فهل تتأمل في الرب يسوع الذي قال " لي صبغة اصطبغها وكيف انحصر حتى تكمل" (لوقا 5:12) . تاسعاً : الإيمان الواثق فى اللهمن المهم جداً فى العمل الفردي أن تكن لدينا مجاهره وهذا لا يأتي إلا بالإيمان فمن يظن أنه لن ينال شيء لن يناله (يعقوب 7:1) والمسيح لم يستطيع أن يصنع آيات فى الناصرة لعدم إيمانهم (مرقس6: 5-6) فصلي أن تثق فى قدرة وكلمة الله والإيمان هو العملة التي يتعامل بها الله "هذا كان يسمع بولس يتكلم فشخص إليه وإذ رأى أن له إيماناً ليشفى قال بصوت عظيم قم على رجليك منتصبا فوثب وصار يمشي" (أعمال9:14-10) ، "فأجاب يسوع وقال لهم الحق أقول لكم إن كان لكم إيمان ولا تشكُون فلا تفعلون أمر التينه فقط بل إن قلتم أيضاً لهذا الجبل انتقل وانطرح فى البحر يكون وكل ما تطلبونه فى الصلاة مؤمنين تنالونه" (متى 21 -23:21) . قال هدسون تيلور: مرسل الصين الشهير جميع رجال الله العظام كانوا دائما وأبداً أُناس ضعفاء قاموا بأعمال عظيمة لله لأنهم اعتمدوا على الله المساند لهم. قال وليم مكدونلد: الإيمان لا يتم عمله في دائرة الممكن فلا مجد لله في إتمام ما يمكن إتمامه بشرياً إنما الإيمان يبدأ حيث تنتهي قوة الإنسان. قال جورج مولر رجل الإيمان الأشهر: إن دائرة الإيمان تبدأ حيث تنتهي الممكنات وحيث يفشل العيان والحس يقول الإيمان أستطيع أن أتمم كل مستحيل. قال ماكنتوش: الإيمان ينزل بالله إلى دائرة العمل ولذلك لا يصعب عليه شيء لا بل هو يهزأ بالمستحيلات، يرى الإيمان أن الله يحل كل مشكلة وصعوبة إنه يضع كل أمر أمام الله فلا يهم الإيمان في كثير أو قليل إن كان المطلوب ستة أو ستمائة أو ستة آلاف أو ستة ملايين جنيه فإنه يعرف أن الله قادر على كل شيء وهو يسد كل أعوازنا أما عدم الإيمان فيسأل كيف يمكن هذا أما الإيمان فله الجواب الأعظم والأوحد وهو الله , صديقي .. ليكن لك إيمان بقدرة الرب على خلاص أعتى النفوس وأشرها "هل يستحيل على الرب شيء" (تكوين14:18) ، "كل شيء مستطاع للمؤمن" (مرقس23:9) ، ليس من المعقول أن يخرج إبراهيم ولا يعلم إلى أين يذهب ولكنه صدق الله وباركه بالإيمان "إبراهيم لما دعي أطاع أن يخرج إلى المكان الذي كان عتيدا أن يأخذه ميراثا فخرج وهو لا يعلم إلى أين يأتي" (عبرانيين 8:11) ، وليس من المعقول أن يهاجم يشوع أريحا دون أسلحة بل بالأبواق "وكانت أريحا مغلقة مقفلة .. فقال الرب ليشوع انظر قد دفعت بيدك أريحا .. فهتف الشعب وضربوا بالأبواق وكان حين سمع الشعب صوت البوق أن الشعب هتف هتافاً عظيماً فسقط السور في مكانه وصعد الشعب إلى المدينة كل رجل مع وجهه وأخذوا المدينة" (يشوع 6: 1-20)، وإن كان أهل العالم يضحكون على هذه المغامرات التي يعتبرونها جنونية ولكن الإيمان أثبت معقوليتها والحق أن الإيمان هو عين المعقول أن يثق المخلوق في الله الخالق فلتقل للرب مع التلاميذ "زد إيماننا" (لوقا 5:17) ، "بالإيمان سارة نفسها أيضاً أخذت قدرة على إنشاء نسل وبعد وقت السن ولدت إذ حسبت الذي وعد صادقاً..." (عبرانيين 11:11-12) ، "بالإيمان قهروا ممالك صنعوا براً نالوا مواعيد سدوا أفواه أُسود. اطفأوا قوة النار نجوا من حد السيف تقووا من ضعف صاروا أشداء في الحرب هزموا جيوش غرباء. أخذت نساء أمواتهن بقيامة وآخرون عذبوا ولم يقبلوا النجاة لكي ينالوا قيامة أفضل وآخرون تجربوا في هزء وجلد ثم في قيود أيضاً وحبس رجموا نشروا جربوا ماتوا قتلا بالسيف طافوا في جلود غنم وجلود معزى معتازين مكروبين مذلين وهم لم يكن العالم مستحقاً لهم تائهين في براري وجبال ومغاير وشقوق الأرض" (عبرانيين 33:11-38) عاشراً : تواضع الروحمن المهم جداً أن لا تُشعر من تتحدث إليه انك أفضل بل بالعكس إني في الأصل خاطي نظيره والاتضاع هو أن أعرف من أنا .. إني لا شيء "هكذا قال العلي المرتفع ساكن الأبد القدوس اسمه فى الموضع المرتفع المقدس اسكن ومع المنسحق والمتواضع الروح لأحيي روح المتواضعين ولأحيي قلب المنسحقين" (اشعياء 15:57) وأول صفه ذكرها الرسول بولس عن خدمته في أفسس "أخدم الرب بكل تواضع" (أعمال 19:20) وكلما زاد الثمر زادت الشجرة فى الانحناء وتكون قريبه فى متناول يد الآخرين، التواضع الروحي يجعلني أن أتنازل واطرح الأشياء التي اعتز بها حتى أصل إلى المحتاجين لقد لبس هدسون تيلور نفس الزي القومي للصينيين فربح آلاف منهم للمسيح. لن نربح النفوس إلا إذا انحنينا إليهم وحملناهم كما حمل الأربعة رجال المفلوج (مرقس 3:2) ليتنا نطع السيد اعظم رابح نفوس وهو يجلس على البئر مع السامريه ويقول لنا "تعلموا منى لأني وديع و متواضع القلب" (متى 29:11) إذا أردت أن تأخذ المجد لذاتك تذكر قصة الأمير الذي أخذ تاج أبيه وهو يعانى الموت ووضعه على رأسه فقال له أبوه انتظر قليلا يا ابني حتى أموت فنظر إليه الجميع باحتقار شديد. قصة حقيقية لابد منها: كان ضابط برتبة لواء يصطاد سمك بالصنارة، وكان بجواره طفل قروي صغير يصطاد أيضاً بالصنارة ولاحظ الضابط أن الطفل يصطاد كثيراً أما هو فلم يصطاد ولا سمكة واحدة وبلطف سأل الضابط الطفل لماذا تصطاد أنت كثيراً بينما أنا لم أصطاد شيئاً مع أنك تستخدم نفس الطُعم، ونحن نصطاد في مكان واحد! فأجابه الطفل: سيدي ألم تلاحظ أن ظلك يقع على الماء فيهرب السمك من صنارتك أما أنا فاختفي ولا يظهر ظلي على الماء ولهذا أصطاد سمك كثير, صديقي صديقتي .. يجب أن نفهم أن الشهادة بالعمل الفردي ليس أن نتحدث عن أنفسنا دائماً .. فتهرب النفوس منا يجب أن نختفي فيظهر الرب ولنتذكر ما قاله يوحنا المعمدان "ينبغي أن ذلك -الرب يسوع- يزيد وأني أنا أنقص" (يوحنا 30:3) ، لقد ظل الرسول بولس أربعة عشرة سنة لم يحكي اختبار ذهابه للفردوس ولقد حكاه بعد 14 سنه لا للتفاخر ولكن مجبراً ليثبت إنه رسول وأن تعليمه لهم من الله "أعرف إنسانا في المسيح قبل أربع عشرة سنة أفي الجسد لست أعلم أم خارج الجسد لست أعلم. الله يعلم. اختطف هذا إلي السماء الثالثة واعرف هذا الإنسان أفي الجسد أم خارج الجسد لست اعلم. الله يعلم. انه اختطف إلى الفردوس وسمع كلمات لا ينطق بها ولا يسوغ لإنسان أن يتكلم بها" (2كورنثوس2:12-4) . لاحظ كيف أن الرب يسوع المبشر الأعظم كان دائماً يختفي ويقول لمن يشفيهم أن لا يخبروا عنه وأوصاهم كثيراً أن لا يظهروه (مرقس 12:3) ، فإن شعر من تتحدث معه أنك تتفاخر بنفسك فلن يقبل الكلمة أبداً ولكن لنختفي نحن ليظهر الرب يسوع، كما كسر جدعون والذين معه الجرار وظهر النور (قضاة20:7) فصنع الرب النصرة .. "لنا هذا الكنز في أوان خزفية ليكون فضل القوة لله لا منا" (2كونثورس 7:4) . إحدى عشر : التسليم والملء بالروح القدس: ليس أنا بل الروح القدس هو الذي يبكت النفوس "متى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة" (يوحنا8:16) ، "وامتلأ الجميع من الروح القدس" (أعمال4:2) ، علينا أن نمتلئ بالروح القدس "لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح" (أفسس18:5) ، فى ملئك بالروح القدس ستجد نفسك مرات تقُل كلمات جديدة ومرات تصمت عن كلمات تعودت أن تقولها ودائما تأثير روح الله عظيماً .. هل اختبرت هذا؟ "فقال الروح لفيلبس تقدم ورافق هذه المركبة " (أعمال 29:8) ، "اجتازوا في فريجية .. منعهم الروح القدس أن يتكلموا بالكلمة في آسيا فلما أتوا إلى ميسيا حاولوا أن يذهبوا إلى بيثينية فلم يدعهم الروح" (أعمال6:16-7) ، "ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم" (أعمال 8:1) . لقد قال توري عن أهمية المليء بالروح القدس في العمل الفردي: كثيرون في هذه الأيام يحاولون إنكار حقيقة أهمية عمل الروح القدس ولكن أي دراسة لسفر الأعمال تظهر أهمية المليء بالروح القدس. إن جرام واحد من الإيمان بعمل الروح القدس في خلاص النفوس أفضل من مئات الأطنان من التفاسير التي لا تؤمن بالمليء بالروح القدس وتعتمد بالكامل على عمل الخادم وذكائه وتجهيزاته وخبراته. اثني عشر: إتباع شروط التلمذة والتضحية لأجل الرب : من أهم عوامل نجاح العمل الفردي أن أكون تلميذاً حقيقياً:و تكلمنا عن التلمذة سابقا |
||
أسئلة الدرس التاسع و العشرون : |
||
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي