أولا: الكاتب :
الرسول يوحنا الذي كتب بالوحي المقدس 5 أسفار في العهد الجديد هم : إنجيل يوحنا و هذه الثلاث رسائل ثم سفر الرؤيا و الرسول يوحنا كما في إنجيله كذلك في هذه الرسالة لا يذكر أسمه و لكنه يشير إليه بالقول :نكتب إليكم هذا (1يو4:1) و هو شاهد عيان للرب يسوع إذ يقول : الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ (1يو3:1) ونجد كلمات تميز بها الرسول يوحنا و كتبها في إنجيله ووردت هنا في هذه الرسالة مثل :الكلمة (1يو1:2=يو1:1ورؤ13:9) و الفرح الكامل (1يو4:1=يو24:16) و يفعل الحق (1يو8:1=يو12:3) كلمة خطية (1يو8:1=يو14:9والنور الحقيقي (1يو8:2=يو9:1) وصية جديدة (1يو8:2=ويو34:13) أولاد الله (1يو18:5=يو13:1) الله لم يره أحد قط (1يو20:4=يو18:1)
ثانيا : لمن كتبت ؟:
لم تكتب إلي كنيسة محلية معينه لهذا سميت هذه الرسالة بالإضافة إلي رسالتي يعقوب و يهوذا بالرسائل الجامعة أو الرسائل العامة و من المحتمل أن تكون قد أرسلت إلي الكنائس في أنحاء أسيا الصغرى حيث كان يوحنا يخدم (رؤ1)
ثالثا: متى كتب؟
في الغالب كتبت هذه الرسالة سنة 90 ميلاديا أي في أواخر القرن الأول فيوحنا عاش بعد الرسل و كتب الإنجيل ثم رسالته الأولى و الثانية و الثالثة و أخيرا سفر الرؤيا عام 96ميلاديا
رابعا: الغرض من الرسالة :
ظهرت في بداية المسيحية بعض الضلالات منها:
1-ضلاله العلم المسيحي (Christian Science ): و يقول أصحاب هذه الضلالة أن المسيحية بدأت كبذرة ثم جاءت الحقائق و الإعلانات تدريجيا و كتب الرسول يوحنا ليدحض هذه الضلالة مبتدئا رسالته بالقول: اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ (1يو1:1) و يقول أيضا :أَيُّهَا الإِخْوَةُ، لَسْتُ أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ وَصِيَّةً جَدِيدَةً، بَلْ وَصِيَّةً قَدِيمَةً كَانَتْ عِنْدَكُمْ مِنَ الْبَدْءِ. الْوَصِيَّةُ الْقَدِيمَةُ هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي سَمِعْتُمُوهَا مِنَ الْبَدْءِ. (1يو7:2) فالتعليم المسيحي الذي أتى به المسيح هو من البدء لا تغيير فيه بلا زيادة أو نقص
2- ضلالة إنكار ناسوت المسيح(الدوسوتية أي المظهرية) :و يقولون أن المسيح هو الله بدون تجسد لقد تهيأ للناس أنه إنسان لهذا يكتب لهم : الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ (1يو1:1) , و بينما يركز الإنجيل عن لاهوت المسيح تركز الرسالة علي ناسوته . و يمكن تلخيص الغرض من الرسالة كما ورد في الرسالة هكذا :1-الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضاً شَرِكَةٌ مَعَنَا (1يو3:1) 2-وَنَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هَذَا لِكَيْ يَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً (1يو4:1) 3- يَا أَوْلاَدِي، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هَذَا لِكَيْ لاَ تُخْطِئُوا (1يو1:2) 4-13كَتَبْتُ هَذَا إِلَيْكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لَكُمْ حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلِكَيْ تُؤْمِنُوا بِاسْمِ ابْنِ اللهِ. (1يو13:5) أي أن الغرض الأساسي من الرسالة أن علي كل مسيحي أن يتأكد من صدق إيمانه بالرب يسوع.نقول في كلمة أخرى أن الغرض في إنجيل يوحنا ليكون لنا حياة (يو31:20) و الغرض هنا لكي نعلم أن لنا حيا (1يو13:5)
خامسا :مفتاح الرسالة: كَتَبْتُ هَذَا إِلَيْكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لَكُمْ حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلِكَيْ تُؤْمِنُوا بِاسْمِ ابْنِ اللهِ (1يو13:5)
سادسا :كلمات كالمفتاح:
المحبة و مشتقاتها 50 مرة كلمة نعرف 35 مرة وكلمة العالم 23 مرة و كلمة يثبت و مشتقاتها 18مرة و الحق و مشتقاتها 14 مرة و الحياة و مشتقاتها12 مرة وبهذا نعرف 9 مرات و كلمة النور 6مرات
سابعا: مظاهر خاصة بالرسالة:
1-هي رسالة الذي كان من البدء :و هناك فرق بين البدء في يو1وتك1و1يو1 فالبدء في يوحنا 1:1 هو البدء الذي لا بداءة له في الأزل فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ (يو1:1) أما البدء في تك1:1 فهو بدء الخليقة , فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ (تك1:1) أما البدء هنا في (1يو1:1) فهو بدء وجدود المسيح علي الأرض كالحياة الأبدية , اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ (1يو1:1) الذي كان من البدء تعني ما كان من بدء وجود المسيح علي الأرض
2-هي رسالة الحياة الأبدية : فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا (1يو2:1) فالمسيح هو الحياة الأبدية التي وعد بها الله المنزه عن الكذب قبل الأزمنة الأزلية (تي2:1) الحياة الأبدية هي الحياة التي ظهرت في حياة الرب يسوع علي الأرض في كلامه و أعماله و محبته
3-هي رسالة الشركة : الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضاً شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. وَنَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هَذَا لِكَيْ يَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً. وَهَذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ. إِنْ قُلْنَا إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ. 7وَلَكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ (1يو3:1-7)
4-رسالة شفاعة المسيح :إِنِ ااعترفنا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ. إِنْ قُلْنَا إِنَّنَا لَمْ نُخْطِئْ نَجْعَلْهُ كَاذِباً، وَكَلِمَتُهُ لَيْسَتْ فِينَا , يَا أَوْلاَدِي، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هَذَا لِكَيْ لاَ تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَار (1يو9:1-1:2)
5-في الرسالة 7 ادعاءات للمسيحي بالاسم و بطلانها : إِنْ قُلْنَا إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ (ص6:1) , إِنْ قُلْنَا إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا (ص8:1) , إِنْ قُلْنَا إِنَّنَا لَمْ نُخْطِئْ نَجْعَلْهُ كَاذِباً، وَكَلِمَتُهُ لَيْسَتْ فِينَا (ص10:1) مَنْ قَالَ قَدْ عَرَفْتُهُ وَهُوَ لاَ يَحْفَظُ وَصَايَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ وَلَيْسَ الْحَقُّ فِيهِ (ص4:2) , مَنْ قَالَ إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ، يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هَكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضاً (ص6:2) , مَنْ قَالَ إِنَّهُ فِي النُّورِ وَهُوَ يُبْغِضُ أَخَاهُ، فَهُوَ إِلَى الآنَ فِي الظُّلْمَةِ (ص9:2) , ِنْ قَالَ أَحَدٌ: "إِنِّي أُحِبُّ اللهَ" وَأَبْغَضَ أَخَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ. لأَنَّ مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ، كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ؟ (ص20:4)
6- هي رسالة عائلة الله : الأباء و الأحداث و الأولاد , (1يو13:2-29)
7- هي رسالة التحذير من محبة العالم , لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ. إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ. لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ. وَالْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ (1يو15:2-17) .
8- رسالة الساعة الأخيرة و التحذير من روح و تعاليم ضد المسيح:أَيُّهَا الأَوْلاَدُ هِيَ السَّاعَةُ الأَخِيرَةُ. وَكَمَا سَمِعْتُمْ أَنَّ ضِدَّ الْمَسِيحِ يَأْتِي، قَدْ صَارَ الآنَ أَضْدَادٌ لِلْمَسِيحِ كَثِيرُونَ. مِنْ هُنَا نَعْلَمُ أَنَّهَا السَّاعَةُ الأَخِيرَةُ..مَنْ هُوَ الْكَذَّابُ، إِلاَّ الَّذِي يُنْكِرُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ؟ هَذَا هُوَ ضِدُّ الْمَسِيحِ، الَّذِي يُنْكِرُ الآبَ وَالاِبْنَ. كُلُّ مَنْ يُنْكِرُ الاِبْنَ لَيْسَ لَهُ الآبُ أَيْضاً، وَمَنْ يَعْتَرِفُ بِالاِبْنِ فَلَهُ الآبُ أَيْضاً (1يو18:2-23) أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ؟ لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ. 2بِهَذَا تَعْرِفُونَ رُوحَ اللهِ: كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ، 3وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ. وَهَذَا هُوَ رُوحُ ضِدِّ الْمَسِيحِ الَّذِي سَمِعْتُمْ أَنَّهُ يَأْتِي، وَالآنَ هُوَ فِي الْعَالَمِ (1يو1:4-3)
9-هي رسالة المولود من الله : 1--يصنع البر (1يوحنا29:2) 2-لا يفعل الخطية (1يوحنا9:3) 3-لا يستطيع أن يخطئ (1يوحنا9:3) 4-يحب ويعرف الله (1يوحنا7:4) 5-يغلب العالم (1يوحنا4:5) 6-يحفظ نفسه (1يوحنا18:5) 7-الشرير لا يمسه (1يوحنا18:5)
10-رسالة طبيعة الله: : إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ (1يو5:1) اللهَ مَحَبَّةٌ (1يو8:4و16)
11-هي رسالة المحبة : اللهَ مَحَبَّةٌ (1يو8:4و16) يجب أن نحب بعض (1يو5:2-11و1:3-24و7:4-21)
ثامنا تقسيم الرسالة :
1-مقدمة (1:1-4)
2-مميزات من في شركة مع الله الذي هو نور (5:1-29:2) :أ-الطاعة (5:1-6:2) الكلمة المتكررة من قال ب-المحبة (7:2-17) ج-الحق (18:2-29)
3-مميزات أولاد الله الذي هو محبة (ص3-5):أ-الطاعة (ص3) ب-المحبة (ص4) ج-الحق (ص5)
تاسعا شواهد مقتبسة من العهد القديم :
ص8:1و10=1مل46:8وجا20:7 و ص12:3=تك4:4و25
عاشرا اكتشافات أثرية :
بدعة الدوسوتيه أي إنكار ناسوت المسيح لها أصل في الفكر الأفلاطوني حيث الروح لها كل الأهمية أما الجسد فليس سوى سجن يتمنى الإنسان التحرر منه و كتابات أفلاطون لا تزل موجودة حيث حاول المعلمين الكذبة المزج بين الفكر الأفلاطوني و المسيحية
|