أولا: الكاتب :
يهوذا أخو الرب الذي يقول عن نفسه :عبد يسوع المسيح (يه1) و واضح من العهد الجديد أن هناك أكثر من واحد دعي بهذا الاسم :1-يهوذا أخو الرب:و هو كاتب هذه الرسالة (مت55:13ومر6:3) و لم يكن من الاثنى عشر رسولا (يو7:5) و أول مرة يذكر أن أخوة الرب كانوا مع الرسل في (أع14:1) فأخوة الرب أمنوا به بعد عمل الصليب و القيامة و صاروا خداما يجولوا للبشارة (1كو5:9) و رغم أنه أخو الرب لكنه يعلن عدم استحقاقه لذلك كاتبا أنه عبد , يَهُوذَا، عَبْدُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَخُو يَعْقُوبَ (يه1) 2و هو أخو يعقوب (أع13:15-22) و يعقوب أخو الرب هو كاتب رسالة يعقوب 2-يهوذا ليس الأسخريوطي :و هو أحد الاثنى عشر رسولا (لو16:6ويو22:14واع13:1) و يدعي لباوس الملقب تداوس (مت3:10ومر18:3) و يدعى أيضا أخو يعقوب أو ابن يعقوب 3-يهوذا الذي في دمشق : في الزقاق الذي يقال له المستقيم و كان شاول الطرسوسي نازلا عنده (اع11:9) 4-يهوذا الملقب برسابا: نبي أرسل من أورشليم إلى إنطاكية و كان هو و سيلا رجلين متقدمين في الأخوة (اع22:15) 5-يهوذا الأسخريوطي:الذي سلم الرب يسوع (يو26:13-29) 6-يهوذا الجليلي : الذي أزاغ ورائه جمعا غفيرا (اع37:5)
ثانيا : لمن كتب ؟:
لم تكتب إلي كنيسة محلية معينه لهذا سميت هذه الرسالة بالإضافة إلي رسالتي يعقوب و يوحنا الأولى بالرسائل الجامعة أو الرسائل العامة ,يَهُوذَا، عَبْدُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَخُو يَعْقُوبَ، إِلَى الْمَدْعُوِّينَ الْمُقَدَّسِينَ فِي اللهِ الآبِ، وَالْمَحْفُوظِينَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ (يه1)
ثالثا: متى كتب؟
بالرغم من أن رسالة يهوذا هي أخر رسالة في العهد الجديد من حيث ترتبها حيث وضعت قبل سفر الرؤيا مباشرة إلا أنها ليست أخر رسالة كتبت من حيث تاريخ كتابتها فمن عددي 17و18 نجد أنها غالبا قد كتبت بعد رسالتي بطرس أي حوالي 70م و الغالب أن رسائل أخري كتبت بعدها كثلاث رسائل يوحنا و لكن وضعها قبل سفر الرؤيا مباشرة يأتي بعناية إلهية فالروح القدس يرسم في رسالة يهوذا الارتداد في المسيحية الذي ستتبعه الدينونات كما هو في سفر الرؤيا
رابعا :الغرض من الرسالة :
يذكر يهوذا في الرسالة :أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِذْ كُنْتُ أَصْنَعُ كُلَّ الْجَهْدِ لأَكْتُبَ إِلَيْكُمْ عَنِ الْخَلاَصِ الْمُشْتَرَكِ، اضْطُرِرْتُ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ وَاعِظاً أَنْ تَجْتَهِدُوا لأَجْلِ الإِيمَانِ الْمُسَلَّمِ مَرَّةً لِلْقِدِّيسِينَ (يه3) فبعدما كان سيكتب لهم عن الخلاص المشترك اضطر أن يكتب لهم محذرا من خطورة الارتداد عن الإيمان المسلم مرة للقديسين هذا الارتداد الذي يتم عن طريق المعلمين الكذبة , لأَنَّهُ دَخَلَ خُلْسَةً أُنَاسٌ قَدْ كُتِبُوا مُنْذُ الْقَدِيمِ لِهَذِهِ الدَّيْنُونَةِ (يه4) و موضحا تاريخهم و جذورهم و وصفا لهم و خطورتهم و نهايتهم ثم يقدم التشجيع للمسيحيين الحقيقيين(ع20-25)
خامسا :مفتاح الرسالة: أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِذْ كُنْتُ أَصْنَعُ كُلَّ الْجَهْدِ لأَكْتُبَ إِلَيْكُمْ عَنِ الْخَلاَصِ الْمُشْتَرَكِ،اضْطُرِرْتُ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ وَاعِظاً أَنْ تَجْتَهِدُوا لأَجْلِ الإِيمَانِ الْمُسَلَّمِ مَرَّةً لِلْقِدِّيسِينَ.لأَنَّهُ دَخَلَ خُلْسَةً أُنَاسٌ قَدْ كُتِبُوا مُنْذُ الْقَدِيمِ لِهَذِهِ الدَّيْنُونَةِ، فُجَّارٌ، يُحَوِّلُونَ نِعْمَةَ إِلَهِنَا إِلَى الدَّعَارَةِ، وَيُنْكِرُونَ السَّيِّدَ الْوَحِيدَ: اللهَ وَرَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ. (يه3و4)
سادسا :كلمات كالمفتاح:
كلمة فجار و مشتقاتها 6 مرات كلمة محفوظ و مشتقاتها 6 مرات كلمة رحمة 3 مرات
سابعا: مظاهر خاصة بالرسالة :
1-مقارنة و مفارقة مع رسالة بطرس الثانية : رغم التشابه الظاهر بين الرسالتين إلا أن كلا منهما موحى بها من الله و لها مميزاتها كالتشابه الظاهري بين الأناجيل الأربعة و التميز بينهم في ذات الوقت وهذه بعض أوجه التميز بين الرسالتين :1-الحق الذي تدور حوله رسالة بطرس الثانية هو حكم الله علي العالم الفاجر الذي سيؤول في النهاية إلي هلاك الفجار و احتراق العالم بينما رسالة يهوذا توضح الشر في صورة أخطر فهو ارتداد عن الإيمان المسلم مرة للقديسين كتعاليم شهود يهوه و السبتيين و جماعة العلم المسيحي و غيرها من الضلالات
2-أشارت رسالة يهوذا إلي الشعب القديم , فَأُرِيدُ أَنْ أُذَكِّرَكُمْ، وَلَوْ عَلِمْتُمْ هَذَا مَرَّةً، أَنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا خَلَّصَ الشَّعْبَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، أَهْلَكَ أَيْضاً الَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا(يه5) الأمر الذي لم يذكر في رسالة بطرس3-أشارت رسالة بطرس إلي الطوفان ,وَلَمْ يُشْفِقْ عَلَى الْعَالَمِ الْقَدِيمِ، بَلْ إِنَّمَا حَفِظَ نُوحاً ثَامِناً كَارِزاً لِلْبِرِّ إِذْ جَلَبَ طُوفَاناً عَلَى عَالَمِ الْفُجَّار (2بط5:2) الأمر الذي لم يذكر في يهوذا 4-في رسالة بطرس يذكر التحول من حياة البر إلي حياة الإثم (2بط20:2-22) أما في يهوذا فيذكر, يُحَوِّلُونَ نِعْمَةَ إِلَهِنَا إِلَى الدَّعَارَةِ، وَيُنْكِرُونَ السَّيِّدَ الْوَحِيدَ: اللهَ وَرَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ (يه4) 5-رسالة بطرس تشير إلي الرب الذي اشتراهم (2بط1:2) أما في يهوذا فتشير إلي كونه ,َرَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ (يه4) 6-الشخصية الرئيسية في يهوذا أخنوخ (يه14و15) بينما الشخصية المحورية في بطرس هو نوح (2يط5:2و5:3-7) 7-في رسالة بطرس يتحدث عن لوط , وَأَنْقَذَ لُوطاً الْبَارَّ مَغْلُوباً مِنْ سِيرَةِ الأردياء فِي الدَّعَارَةِ. (2بط7:2) لكن في يهوذا لا يأتي ذكر لوط 8-في رسالة يهوذا يتحدث عن قورح الذي لا يذكر في رسالة بطرس 9-في رسالة يهوذا يأتي ذكر قايين الذي لم يذكر في بطرس 10-الرسول بطرس يقول : وَوَصِيَّتَنَا نَحْنُ الرُّسُلَ (2يط2:3) أما في يهوذا فيقول : فَاذْكُرُوا الأَقْوَالَ الَّتِي قَالَهَا سَابِقاً رُسُلُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ 2-هي رسالة الرحمة :ليس فقط لأن كلمة رحمة تذكر فيها 3 مرات لكن لأنها الرسالة الوحيدة المرسلة إلي كنيسة التي تذكر كلمة رحمة في مقدمتها , لِتَكْثُرْ لَكُمُ الرَّحْمَةُ وَالسَّلاَمُ وَالْمَحَبَّةُ (يه2) فكلمة رحمة تذكر غالبا في الرسائل المرسلة إلى فرد (1تي2:1و2تي2:1وتي4:1و2يو3:2و) فالفرد يحتاج رحمة و الكنيسة تحتاج نعمة لكن لأن هذه الرسالة تتحدث عن الارتداد في المسيحية ففيها تحتاج الكنيسة إلي الرحمة
3-رسالة الثلاثيات: فيقدم فيها يهوذا الحقائق في ثلاثيات رائعة , 1-ثلاثية يهوذا :1-يَهُوذَا، 2-عَبْدُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، 3-وَأَخُو يَعْقُوبَ 2-ثلاثية المقدمة : إِلَى1- الْمَدْعُوِّينَ 2-الْمُقَدَّسِينَ فِي اللهِ الآبِ،3- وَالْمَحْفُوظِينَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.3-ثلاثية التحية : لِتَكْثُرْ لَكُمُ 1-الرَّحْمَةُ 2-وَالسَّلاَمُ 3-وَالْمَحَبَّةُ. 4-ثلاثية المعلمين الكذبة:1-فُجَّارٌ، 2- يُحَوِّلُونَ نِعْمَةَ إِلَهِنَا إِلَى الدَّعَارَةِ، 3-وَيُنْكِرُونَ السَّيِّدَ الْوَحِيدَ: اللهَ وَرَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ 5-ثلاثية الدينونات :1-الشَّعْبَ 2-َالْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ لَمْ يَحْفَظُوا رِيَاسَتَهُمْ 3- سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَالْمُدُنَ الَّتِي حَوْلَهُمَا 6-ثلاثية المحتلمون (الذين يعيشون علي الأوهام و الأحلام و الخزعبلات) :1- يُنَجِّسُونَ الْجَسَدَ، 2-وَيَتَهَاوَنُونَ بِالسِّيَادَةِ، 3-وَيَفْتَرُونَ عَلَى ذَوِي الأَمْجَاد (الشياطين) 7-ثلاثية الارتداد: وَيْلٌ لَهُمْ لأَنَّهُمْ 1-سَلَكُوا طَرِيقَ قَايِين(الديانة الكاذبة)َ2-وَانْصَبُّوا إِلَى ضَلاَلَةِ بَلْعَامَ (الخدمة الكاذبة)3-وَهَلَكُوا فِي مُشَاجَرَةِ قُورَحَ(العبادة الكاذبة) 8-ثلاثية هؤلاء هم :1-هَؤُلاَءِ أ-صُخُورٌ فِي وَلاَئِمِكُمُ الْمَحَبِّيَّةِ(صخور غاطسه تؤدي ‘لي انقلاب السفينة)، ب- رَاعِينَ أَنْفُسَهُمْ. ج-غُيُومٌ بِلاَ مَاءٍ تَحْمِلُهَا الرِّيَاحُ. د-أَشْجَارٌ خَرِيفِيَّةٌ بِلاَ ثَمَرٍ مَيِّتَةٌ مُضَاعَفاً، مُقْتَلَعَةٌ. ه-أَمْوَاجُ بَحْرٍ هَائِجَةٌ مُزْبِدَةٌ بِخِزْيِهِمْ. و-نُجُومٌ تَائِهَةٌ مَحْفُوظٌ لَهَا قَتَامُ الظَّلاَمِ إِلَى الأَبَدِ. 2-هَؤُلاَءِ هُم ْأ- مُدَمْدِمُونَ(متذمرون) ب- مُتَشَكُّون (كثيرو الشكوى)َج-، سَالِكُونَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِهِمْ، د-وَفَمُهُمْ يَتَكَلَّمُ بِعَظَائِمَ،ه- يُحَابُونَ بِالْوُجُوهِ مِنْ أَجْلِ الْمَنْفَعَةِ. و-سَالِكِينَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ فُجُورِهِمْ. 3-هَؤُلاَءِ هُمُ 1-الْمُعْتَزِلُونَ بِأَنْفُسِهِمْ(يعزلون أنفسهم عن الآخرين 2- نَفْسَانِيُّونَ 3-لاَ رُوحَ لَهُمْ.9-ثلاثية البناء على الإيمان الأقدس :1-مُصَلِّينَ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ، 2-وَاحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ اللهِ،3- مُنْتَظِرِينَ رَحْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ.10-ثلاثية الخدمة :1-وَارْحَمُوا الْبَعْضَ مُمَيِّزِين َ(باللطف ) 3-وَخَلِّصُوا الْبَعْضَ بِالْخَوْفِ مُخْتَطِفِينَ مِنَ النَّار(بالتحذير) 3-مُبْغِضِينَ حَتَّى الثَّوْبَ الْمُدَنَّسَ مِنَ الْجَسَد ِ(بطهارة أي لا نتنجس بأفكار و مظهر من نتعامل معهم لعلاجهم و يرمز للمظهر و الأخلاق بالثوب) 11-ثلاثية التشجيع : 1-والْقَادِرُ أَنْ يَحْفَظَكُمْ 2- وَيُوقِفَكُمْ أَمَامَ مَجْدِهِ بِلاَ عَيْبٍ 3-الإِلَهُ الْحَكِيمُ الْوَحِيدُ
4-رسالة الإيمان المسلم مرة للقديسين والإيمان الأقدس: (ع3و20) أي الأساسيات المسيحية التي تتعلق بلاهوت و ناسوت و صلب و قيامة الرب يسوع
5-رسالة مخاصمة ميخائيل رئيس الملائكة لإبليس: وَأَمَّا مِيخَائِيلُ رَئِيسُ الْمَلاَئِكَةِ، فَلَمَّا خَاصَمَ إِبْلِيسَ مُحَاجّاً عَنْ جَسَدِ مُوسَى، لَمْ يَجْسُرْ أَنْ يُورِدَ حُكْمَ افْتِرَاءٍ، بَلْ قَالَ: "لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ" (ع9).
6-رسالة نبوة أخنوخ : وَتَنَبَّأَ عَنْ هَؤُلاَءِ أَيْضاً أَخْنُوخُ السَّابِعُ مِنْ آدَمَ قَائِلاً: هُوَذَا قَدْ جَاءَ الرَّبُّ فِي رَبَوَاتِ قِدِّيسِيهِ لِيَصْنَعَ دَيْنُونَةً عَلَى الْجَمِيعِ، وَيُعَاقِبَ جَمِيعَ فُجَّارِهِمْ عَلَى جَمِيعِ أَعْمَالِ فُجُورِهِمُِ الَّتِي فَجَرُوا بِهَا، وَعَلَى جَمِيعِ الْكَلِمَاتِ الصَّعْبَةِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا عَلَيْهِ خُطَاةٌ فُجَّار (ع14و15) و هذه النبوة لم تذكر في أي مكان أخر في الكتاب المقدس ولا حتى سفر التكوبن (تك21:5-25) و لكن ذكرت هنا بالوحي لأظهار الشر في أيام أخنوخ
7-رسالة الثالوث الأقدس : يظهر الله الواحد المثلث الأقانيم بصورة جلية في (ع20و21) مُصَلِّينَ فِي الرُّوحِ الْقُدُس)احْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ اللهِ(الأب) مُنْتَظِرِينَ رَحْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ (الأبن)
8-رسالة الارتداد في أشر صوره :فالمعلمين الكذبة ليسوا منا خرجوا كما في رسالة يوحنا الأولى (1يو19:3) لكنهم دخلوا ليكونوا قادة (يه4)
ثامنا تقسيم الرسالة :
1-مقدمة:(1و2)
2-تحذير (3و4)
3-برهان (5-16)
4-تحريض و تشجيع (17-25)
تاسعا شواهد مقتبسة من العهد القديم:
ع5=عدد29:14وع7=تك24:19و25 و ع11=تك5:4وعدد22-25وعدد1:16-50
عاشرا اكتشافات أثرية :
تتحدث المخطوطات عن المعلمين الكذبة الذين ظهروا في القرن الأول و الثاني الميلادي و الذين يعرفون باسم مذهب العارفين الأحرار gnosticism الذين كانوا يؤمنون بأن الخلاص بالمغرفة دون الإيمان و فصلوا الروح عن المادة و اتخذ هؤلاء من النعمة المجانية وسيلة للفجور
|