في بداية شتاء عام 1988م و بينما كنت استعد لتأدية الخدمة العسكرية بعد شهرين تردد داخلي صوت عميق من الرب بأن اذهب إلي قرية معينة في صعيد مصر للكرازة , و لكن و للحق لم أكن اعرف أي تفاصيل عن مكان هذه القرية ولا عن سكانها و هل بها كنيسة أم لا و لكن خلال عشرة أيام كان الصوت يتزايد في داخلي و قررت أن أطيع الصوت و سافرت في الفجر و سألت في أكثر من مكان وموقف للعربات والأتوبيس حتى وصلت في السابعة و النصف مساء.وهناك عرفت أنه يوجد مبني كنيسة واحدة في القرية , واستقبلني المسيحيون هناك أفضل استقبال و عندما كنت اشرب الشاي دخلت أخت فاضلة كانت تجاوزت السبعين من عمرها و لما سألتني ما الذي أتي بك ؟و من دعاك للمجيء لقريتنا ؟ جاوبتها بصدق أن الرب فقط هو الذي دعاني حتى أني لم أكن أعرف أي شيء عن القرية حتى مكانها و عندها أخذت تلك الأخت تشكر الرب من قلبها و الدموع تسيل بغزارة و دفيء من عينيها و كنت انظر في استغراب و دهشة لما يحدث أمامي حتى قالت لي : نعم الرب هو الذي أرسلك فالكنيسة أغلقت بسبب عدم وجود مؤمنين و لقد اتصلنا بخدام كثيرين وكانوا يعتذرون, و عندها قررت أن اتجه للرب مباشرة وكرست وقتي و صلاتي له ليرسل هو خدام إلي الكنيسة و أنا مواظبة علي ذلك و بلجاجة منذ عشرة أيام.
و عرفت بعد ذلك من أبناؤها و أحفادها أنها منذ عشرة أيام و هي في صيام و صلاة و كانت الساعة عندما كانت تتحدث معي قد تجاوزت الثامنة مساء و فهمت منهم أنها حتى هذه الساعة لم تذق شيء من الطعام و لم تشرب ماء منذ الصباح في انتظار أن يرسل الرب إلى قريتها خادم يخدم, و العجيب أن التثقل كان قد بدأ داخلي منذ عشرة أيام تماما و هي نفس الفترة التي قضتها هذه الأخت الفاضلة في الصلاة و الصيام لأجل قريتها و كانت الفترة الكرازية المثمرة التي استخدم الرب فيها كثير من الخدام بعد ذلك هناك في هذه القرية هي في الواقع استجابة لتكريس هذه الأم الفاضلة .صديقي القارئ العزيز صديقتي القارئة الفاضلة : أرى في تلك القصة البسيطة عن هذه الأخت المكرسة , معني للتكريس دون تعريف لغوي له أنا لا أتحدث عن الصيام و الصلاة مع أهميتهما و لكني أتحدث عن القلب المخصص و الغير مجزأ, القلب الذي توحد في طلب الرب و مجده و عمله و في العهد القديم نقرأ عن شريعة توضح بأروع بيان معني التكريس فأدعوك أن تصاحبني في جولة سريعة للتأمل في شريعة النذير التي وردت في سفر العدد الإصحاح السادس :
أولا معنى النذير:
كلمة النذير مأخوذة من الكلمة العبرانية Nazar وتعني تكريس أو تخصيص أو انفصال كما أن الكلمة العبرية نفسها تستخدم بمعنى إكليل أو تاج (2مل11: 12 ، 12: 18) فما أحلي التكريس و الانفصال للرب. كتب الكاتب الشهير أزوالد سميث في كتابة الرجل الذي يستخدمه الله : القلب المجزأ لن يشبع قلب الله تماما و الإنسان المشتت القوي لن يصلح للنجاح في الحياة الروحية فأن كان الإنسان يريد أن يحصل علي النمو و الازدهار و النجاح عليه أن يكرس نفسه و فكره و ماله و مجهوداته لما يريد النجاح فيه أن هذا القانون صادق في دائرة الحياة العادية فالتاجر الذي يوزع جهده بين التجارة و مائدة القمار فاشل لا محالة , و الطالب الذي يوزع وقته بين المذاكرة و السينما و الروايات لن يتفوق, و الزوج الذي يوزع عواطفه بين زوجته و أخريات يتحول بيته لجحيم و لابد أن يهدم هذا البيت ,هكذا الرجل الذي يريد أن يشبع قلب الرب و يستخدمه الله ينبغي أن يتجه بكل قلبه و عواطفه و وقته و مواهبه في اتجاه واحد و غرض واحد هو الرب يسوع المسيح. كما كتب أيضا :لست أدري إن كان هناك عصر يحتاج فيه المؤمن الحقيقي أن ينفصل عن العالم و يكرس للرب مثل هذا العصر لقد أصبح العالم اكثر كنسية و أصبحت الكنيسة اكثر عالمية حتى يصعب الآن التميز بينهما و الكنائس التي كانت تتميز بنقاء التكريس و لهيب الحب للرب يسوع أصبحت مراكز اجتماعية ثقافية وكتب عليها منذ أمد بعيد أيخابود الذي معناه زال المجد
ثانيا أين ترد شريعة النذير:
ترد في سفر العدد (1:6-22) وفي هذا تعليم رائع :
أ-سفر العدد هو سفر البرية: أي أن مكان التكريس هنا على الأرض وليس في السماء لأن في السماء التكريس أمر تلقائي حيث لا شيطان ولا عالم ولاجسد
ب-تأتي بعد شريعة المرأة الخائنة: التي تشير إلى شعب الرب الذي ترك الله وخانه فنرى نذير يرخي شعره وكأنه يعلن الأمانة الفردية و طاعة الرب وقت خيانة الشعب. ج- تأتي بعد اللعنة: (عد23:5) أي
خيانة (عد5: 22) + لعنة (عد5: 23) + ــــــ نذير (عد6: 1-21) = بركة (عد6: 22-27)
ثالثا لمن يحق الأنتذار:
1-الانتذار للرب: لينتذر للرب (ع2) فالدافع هو الرب وهذا هو الجانب الإيجابي للانتذار فكثيرا عندما نسمع وعظ يحرض المسيحيين علي التكريس يكون التركيز علي الجاني السلبي أي أن يتركوا هذا و ذاك و أن كان هذا صحيح إلا أن التكريس لن يتحقق في حياة المسيحي الحقيقي إلا بأن يكون الدافع له هو الرب و حبه ومجده .
2-الانتذار تطوعي: إذا انفرز (ع1) ودائما التكريس والتلمذة تطوعية و هذا أسلوب الرب مع شعبه , وَكَانَ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ سَائِرِينَ مَعَهُ فَالْتَفَتَ وَقَالَ لَهُمْ: "إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وأخوته وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً. (لوقا25:14و26)
3-للرجل أي رجل وليس الكاهن أو اللاوي فقط فالتكريس لا يتوقف على نوع الموهبة أو الخدمة
4-أو إمرأه: فكم من نساء فضليات يشهد الكتاب المقدس والتاريخ بتكريسهن
5-للفتيان: "وأقمت…من فتيانكم نذيرين" (عاموس2: 11)
6-الأطفال: صموئيل والمعمدان نذيرون من بطون أمهاتهم (قضاة15: 12 ، لوقا1: 15)
7-الانتذار فردي: الأمانة فردية في الأيام الأخيرة (2تي1: 15-16 ، 2تي2: 1-3 & 3: 14 & 4: 5،12)
رابعا شروط النذير:
1-لا يشرب الخمر وكل ما يصنع منه: وهذا تنازل من اليهودي عن حقه فكان من حق اليهودي أن يشرب الخمر في أفراح العيد (تثنية18: 4) والخمر يشير إلى الأفراح ,أَعْطُوا مُسْكِراً لِهَالِكٍ وَخَمْراً لِمُرِّي النَّفْسِ. يَشْرَبُ وَيَنْسَى فَقْرَهُ وَلاَ يَذْكُرُ تَعَبَهُ بَعْدُ (أمثال31: 6) والمكرس يكتفي فقط بأفراح الروح القدس (أف5: 18 ) يتنازل عن حقه في أن يشرب من العالم ويسكر بخمار الحياة (لو21: 24) َخَمْرٍ تُفَرِّحُ قَلْبَ الإِنْسَانِ لإِلْمَاعِ وَجْهِهِ أَكْثَرَ مِنَ الزَّيْتِ وَخُبْزٍ يُسْنِدُ قَلْبَ الإِنْسَان ( مزامير104: 15)
2- يرخي شعره: لأن رخي الشعر من صفات المرأة (1كورنثوس11: 15) والمرأة فيها الخضوع كالإناء الأضعف (2بطرس3: 7) فالنذير يعلن أنه ضعيف بدون الرب (2كورنثوس12: 5-1 ، يوحنا15: 5) ويعلن عن خضوعه للرب (إشعياء50: 4 ، 1صمويل15: 22-24 ، عبرانين5: 8) وترد كلمة شعر 3 مرات وكلمة رأس 8 مرات فكأن النذير يقول للرب: كل وصاياك أطيعها بالتمام و هي على رأسي.
3- لا يلمس ميت:
أ-العالم كله قد صلب: وصار جثة ميتة بالنسبة للمؤمن: وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ (غلاطية6: 14) فالمكرس الحقيقي لا يحب العالم (1يوحنا2: 15)
ب-كل خاطئ ميت: بالذنوب و الخطايا (أف2: 1 ، لو15: 22) فالنذير لا يكون تحت نير مع غير المؤمنين (2كورنثوس14:6)
ج-لو وجد أشرار في البيت لا يشاركهم في أعمال الموت : أَبُوهُ وَأُمُّهُ وَأَخُوهُ وَأُخْتُهُ لا يَتَنَجَّسْ مِنْ أَجْلِهِمْ عِنْدَ مَوْتِهِمْ لأَنَّ انْتِذَارَ إِلهِهِ عَلى رَأْسِهِ. إِنَّهُ كُل أَيَّامِ انْتِذَارِهِ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ (عدد7:6و8)
خامسا سقوط النذير:
1- بالرغم من كونه نذير فهو عرضة أن يسقط :فَهَذِهِ الأُمُورُ جَمِيعُهَا أَصَابَتْهُمْ مِثَالاً وَكُتِبَتْ لإِنْذَارِنَا نَحْنُ الَّذِينَ انْتَهَتْ إِلَيْنَا أَوَاخِرُ الدُّهُورِ إِذاً مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ فَلْيَنْظُرْ أَنْ لاَ يَسْقُطَ. (1كورنثوس10: 11و12)
2- حدوث السقوط بغتة على فجأة: لا ينفي كونه سقوط ونجاسة بالنسبة لله فقداسة الله تتطلب اليقظة ,اصحوا و اسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو فقاوموه راسخين في الإيمان (1بطرس8:5و9)
3- السقوط يمكن أن يأتي من البيت : وَإِذَا مَاتَ مَيِّتٌ عِنْدَهُ بَغْتَةً عَلى فَجْأَةٍ فَنَجَّسَ رَأْسَ انْتِذَارِهِ يَحْلِقُ رَأْسَهُ يَوْمَ طُهْرِهِ. فِي اليَوْمِ السَّابِعِ يَحْلِقُهُ (عدد9:6) فأعداء الإنسان أهل بيته (مت10: 27 ، لو14: 26) وسقطة إبراهيم الكبرى كانت عن طريق سارة امرأته ( تكوين16: 2)
4-إن سقط النذير يحلق شعره: صورة للاعتراف بالسقوط, إِنِ اعترفنا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ. إِنْ قُلْنَا إِنَّنَا لَمْ نُخْطِئْ نَجْعَلْهُ كَاذِباً، وَكَلِمَتُهُ (1يو1: 9)
5- لا يذكر أنه يحلق شعره عند باب خيمة الاجتماع : فالله لا يحب التشهير بسقوط المكرس ,أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنِ انْسَبَقَ إِنْسَانٌ فَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا، فَأَصْلِحُوا أَنْتُمُ الرُّوحَانِيِّينَ مِثْلَ هَذَا بِرُوحِ الْوَدَاعَةِ، نَاظِراً إِلَى نَفْسِكَ لِئَلاَّ تُجَرَّبَ أَنْتَ أَيْضاً. اِحْمِلُوا بَعْضُكُمْ أَثْقَالَ بَعْضٍ وَهَكَذَا تَمِّمُوا نَامُوسَ الْمَسِيحِ. لأَنَّهُ إِنْ ظَنَّ أَحَدٌ أَنَّهُ شَيْءٌ وَهُوَ لَيْسَ شَيْئاً، فَإِنَّهُ يَغِشُّ نفسه (غلاطية1:6-3 ) انظر أهمية استخدام الملاقط و المنافض في إزالة الرماد من المنارة ( خر26: 38) و كيف يعني أن الرب لا يريد نشر الرماد في القدس وإذاعة أخبار سقوط القديسين و التشهير بهم , ليحفظنا الرب مما عمله حام ابن نوح فنال نسله اللعنة ,وَابْتَدَأَ نُوحٌ يَكُونُ فلاحاً وَغَرَسَ كَرْماً. وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ. فَأَبْصَرَ حَامٌ أَبُو كَنْعَانَ عَوْرَةَ أَبِيهِ وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ خَارِجاً. فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ الرِّدَاءَ وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَتَرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا وَوَجْهَاهُمَا إِلَى الْوَرَاءِ. فَلَمْ يُبْصِرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا. فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نُوحٌ مِنْ خَمْرِهِ عَلِمَ مَا فَعَلَ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ فَقَالَ: "مَلْعُونٌ كَنْعَانُ. عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لإِخْوَتِهِ" (تكوين20:8-25) .
6- يقرب ذبائح: يمامتين أو فرخي حمام واحدة محرقة والأخرى ذبيحة خطية + خروف ذبيحة إثم ففي عمل المسيح على الصليب كفاية لنا حتى في سقوطنا كما هو مكتوب:, يَا أَوْلاَدِي، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هَذَا لِكَيْ لاَ تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ. وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضاً. (1يوحنا2: 1-2)
7-تسقط الأيام الأولى ويبدأ من جديد:
أ-يجب أن يكون أكثر حرصا كلما اقترب الميعاد: لنهاية التكريس و بالنسبة لنا في العهد الجديد سيتم ذلك بمجيء الرب ,هَذَا وَإِنَّكُمْ عَارِفُونَ الْوَقْتَ أَنَّهَا الآنَ سَاعَةٌ لِنَسْتَيْقِظَ مِنَ النَّوْمِ فَإِنَّ خَلاَصَنَا الآنَ أَقْرَبُ مِمَّا كَانَ حِينَ آمَنَّا. قَدْ تَنَاهَى اللَّيْلُ وَتَقَارَبَ النَّهَارُ فَلْنَخْلَعْ أَعْمَالَ الظُّلْمَةِ وَنَلْبَسْ أَسْلِحَةَ النُّورِ. لِنَسْلُكْ بِلِيَاقَةٍ كَمَا فِي النَّهَارِ لاَ بِالْبَطَرِ والسُّكْرِ لاَ بِالْمَضَاجِعِ وَالْعَهَرِ لاَ بِالْخِصَامِ والْحَسَدِ. بَلِ الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيراً لِلْجَسَدِ لأَجْلِ الشَّهَوَاتِ. (رومية13: 11-14)
ب-أيام السقوط أيام ضائعة: فلنفتدي الوقت لأن الأيام شريرة (أفسس5: 15-16)
ج-علينا أن نتوب ونبدأ من حيث سقطنا: فَاذْكُرْ مِنْ أَيْنَ سَقَطْتَ وَتُبْ، وَاعْمَلِ الأَعْمَالَ الأُولَى (رؤيا2: 5) هذا ما حدث مع شمشون أشهر نذير , وابتدأ شعر رأسه ينبت بعد أن حلق (قضاة22:16)
سادسا كمال أيام النذير:
1-يؤتى به إلى باب خيمة الاجتماع: الرب يكافئ النذير علانية , لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنَّنَا جَمِيعاً نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْراً كَانَ أَمْ شَرّاً. (2كورنثوس5: 10) انظر(مت6: 4،6،18)(مر10: 30)(رو14: 10)
2-يقرب للرب محرقة وذبيحة خطية : (خروف ونعجة وليس فرخي حمام) صورة لإدراك عمل المسيح، كبش ذبيحة سلامة وقربان دقيق مع سكائبه، صورة للشكر و الشركة مع الله علي أساس عمل الرب يسوع وبهذا يكون في شريعة النذير قد اكتملت كل الذبائح والقرابين. وهذا يعني أن التكريس لن يكون إلا على أساس إدراك ما عمله الرب في موته وحياته لأجلنا,لأَنَّهُ بِقُرْبَانٍ وَاحِدٍ قَدْ أَكْمَلَ إِلَى الأَبَدِ الْمُقَدَّسِينَ. (عبرانين10: 10-14)
3- يحلق النذير لدى باب خيمة الاجتماع: أبوك الذي يري في الخفاء يجازيك علانية (متى6: 18)
4- يضع النذير شعر انتذاره على المذبح: أمر عجيب فالنذير كأنه كاهن يقدم شعره على المذبح ما احلي هذا المشهد ,فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ. وَلاَ تُشَاكِلُوا هَذَا الدَّهْرَ بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ. (رومية12: 1-2)
5- يشرب النذير خمرا : صورة للأفراح والمكافآت السماوية التي سيتمتع بها كل مكرس للرب احتمل لأجله الصليب والعار في السماء, لِذَلِكَ لاَ نَفْشَلُ. بَلْ وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْماً فَيَوْماً. لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيّاً. وَنَحْنُ غَيْرُ نَاظِرِينَ إِلَى الأَشْيَاءِ الَّتِي تُرَى، بَلْ إِلَى الَّتِي لاَ تُرَى. لأَنَّ الَّتِي تُرَى وَقْتِيَّةٌ، وَأَمَّا الَّتِي لاَ تُرَى فَأَبَدِيَّةٌ (2كورنثوس16:4-18 ) إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ كُونُوا رَاسِخِينَ غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِي الرَّبِّ (1كورنثوس15: 52-58) انظر( مت26: 29 ، لو12: 37 )
سابعا بركة النذير:
أ-وجود النذير فرصة للبركة :ففي الإصحاح الذي يسبق شريعة النذير تأتي اللعنة نتيجة لخيانة الزوجة لزوجها التي ترمز لخيانة المسيحية لمسيحها و عريسها ,فَإِنِّي أَغَارُ عَلَيْكُمْ غَيْرَةَ اللهِ، لأَنِّي خَطَبْتُكُمْ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ، لأُقَدِّمَ عَذْرَاءَ عَفِيفَةً لِلْمَسِيحِ. وَلَكِنَّنِي أَخَافُ أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هَكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ الْبَسَاطَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ (2كورنثوس2:11) و تأتي البركة في نهاية الحديث عن النذير و القصد أن وجود نذير فرصة لتحويل اللعنة إلي بركة
ب-كلمة نذير تعني تاج: فالنذير ملك و له أكاليل و له مكافآت كما قال الرسول بولس أحد المكرسين الحقيقين في العهد الجديد قرب نهاية حياته علي الأرض: فَإِنِّي أَنَا الآنَ أُسْكَبُ سَكِيباً، وَوَقْتُ انْحِلاَلِي قَدْ حَضَرَ. قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ، وَأَخِيراً قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ، وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ أَيْضاً (2تيموثاوس6:4-8)
ج-النذير انقي من الثلج :في(مراثي4: 7 ) يصف النذير قائلا : كَانَ نُذُرُهَا أَنْقَى مِنَ الثَّلْجِ وَأَكْثَرَ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ وَأَجْسَامُهُمْ أَشَدَّ حُمْرَةً مِنَ الْمَرْجَانِ. جَرَزُهُمْ كَالْيَاقُوتِ الأَزْرَقِ 1-أنقى من الثلج (طهارة) 2-أكثر بياضا من اللبن (الشبع والخير) 3-أجسامهم أشد حمرة من المرجان (القوة والصحة والمقام) 4-جرزهم (مظهرهم) كالياقوت الأزرق أي أن النذير إنسان سماوي غالي كالأحجار الكريمة
ملاحظة: تحدث الكتاب المقدس عن ثمانية نذيرين هم: أولا-شمشون (قض13: 15) ثانيا-صموئيل (1صم1) ثالثا -المعمدان (لو1: 15) رابعا -أكيلا (أع18: 18) خامسا -4 نذيرين في (أعمال21: 22) والرب يسوع هو قمة نذير إخوته (تكوين49: 26)
الدرس في عبارة واحدة :في الأيام الأخيرة و خراب الشعب تكون الحاجة ماسة إلي نذير مكرس للرب يجلب الرب بواسطته البركة.
صلاة :يا رب يسوع المسيح يا من أنت قمة النذير لقد كنت في كل حين تعمل ما يرضي الأب , يا من صليت لأجلي قائلا : من أجلهم اقدس أنا ذاتي ليكونوا هم أيضا مقدسين في الحق, امتلكني بالكامل فلأجلك أكون أنا أيضا مكرسا كصدى متواضع لتكريسك . آمين
|