إذا قرأت كتابات جيم إليوت شهيد إكوادور تدرك كيف أن التكريس يصنع أبطال في الأيمان فعندما كان طالب في كلية هويتون كتب في مفكرته يقول : إني مستعد أن أموت لأجل أكلة لحوم البشر و كتب في وقت آخر أيها الأب خذ حياتي بل أيضا دمي إذا أردت و لتلتهمه نار محبتك المضطرمة ، إني لا أريد أن استبقيه لأنه ليس ملكي خذه يا رب , خذه كله و اسكب حياتي كلها سكيبا لأجل العالم فلا قيمة للدم إلا عندما يسكب علي المذبح و كتب أيضا في مذكراته يقول : يا أبي السماوي اجعلني ضعيفا بحيث لا أستطيع أن امسك بيدي أي شيء زمني و اجعلني يا رب غير متمسك بحياتي و لا بصيتي و لا بممتلكاتي يا أبي اجعلني أفقد حبي لكل عزيز محبوب سواك فكم مرة أرخيت قبضة يدي عن شيء لأربح شيئا أثمن منه تحقيقا لرغبة حسبتها بريئة و مد يا رب يدي عوضا عن ذلك لأقبل مسمار الجلجثة كما مد المسيح يديه حتى إذا تركت الجميع أستطيع أن أنجو من كل ما يربكني و يقيدني و كما أن ابنك المبارك أخلى نفسه و هو المساوي لك كذلك دعني أنا أيضا يا رب أن أتخلى عن كل ثمين مرخيا قبضتي عن كل ما أتمسك به فليس غبيا من يعطى ما لا يستطيع أن يحتفظ به ليربح ما لا يستطيع أن يفقده و بينما هو يتأمل العبارة –الصانع ملائكته رياحا و خدامه نارا ملتهبة (عب7:1) كتب في مذكراته يقول هل أنا ملتهب ؟ نجني يا إلهي من أن أكون فتيلة لا تشتعل, امنحني أن أتشبع و أمتلئ بزيت الروح القدس حتى أستطيع أن أكون لهيبا و لكن اللهيب وقتي قصير العمر فهل تستطيعين يا نفسي أن تكوني زائلة قصيرة العمر في غيرتك؟ و بما أنه يسكن في روح ذلك العظيم الذي عاش حياة قصيرة أكلته خلالها غيرة بيتك يا إلهي فلابد أن تجعلني يا رب لهيبا لك و نارا متقدة .ولقد عرفنا من مبادئ التكريس في الفصل الأول أن التلمذة الحقيقية هي حرب مع الشيطان (لو31:14-32) . و نرى في الكتاب المقدس الكثير من الأمثلة علي بطولة التكريس و من أروعها و أوضحها أبطال داود (2صم8:23-39و2أخبار10:11-47)
أولا :الثلاثة الأول:
الأول :يوشيب بشبث التحكموني :معني أسمه يجلس ليرجع الشعب بحكمة و هو هز رمحه علي 800 قتلهم دفعة واحدة و فيه نرى التكريس كمصدر القوة الخارقة الإلهية النابعة عن التكريس بعمل الروح القدس ,فمكتوب : ستنالون قوة متي حل الروح القدس عليكم و تكونون لي شهودا في أورشليم و في كل اليهودية و السامرة و إلي أقصي الأرض (اع8:1) و لأننا في العهد الجديد فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ، عَلَى ظُلْمَةِ هَذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ (افسس12:6) القوة التي ترجع النفوس بحكمة للرب كبطرس الذي في يوم الخمسين هز رمحه علي 3000 نفس فربحهم دفعة واحدة و بالرب حصلوا علي الغفران و الحرية من الشيطان (اع2)
الثاني ألعازر بن دودو بن أخوخي : و معنى اسمه الله معين محبة أخوية و هو أحد الأبطال الذين كانوا مع داود حينما عيروا الفلسطينيين الذين اجتمعوا هناك للحرب و صعد رجال إسرائيل أما هو فأقام ..و كانت قطعة الحقل مملوء شعيرا فهرب الشعب من أمام الفلسطينيين..و ضرب الفلسطينيين حتى كلت يده و لصق السيف بيده و صنع الرب خلاصا عظيما في ذلك اليوم و رجع الشعب وراءه للنهب فقط و فيه نري التكريس حيث الأمانة الفردية والمحبة الأخوية بالرغم من :
1-صغر المسئولية: فكان يدافع عن شعير و لكن ليس المهم حنطة أم شعير المهم الأمانة في القليل كما في الكثير (مت21:25) : كان المايسترو الشهير ميخائيل كوستا Sir Miclael Costa يقود فرقته الموسيقية التي تضم مئات الآلات و الأصوات و كان عازف الفلوت يشعر بإحباط و هو يقول في نفسه و ماذا أفعل أنا مع هذه الآلات القوية الصوت و قرر أن يضع الفلوت علي فمه دون أن يعزف به لكن بمجرد أن بدأ التدريب أمر المايسترو بتوقف الفرقة عن العزف و نادي بصوت عظيم أين صوت الفلوت ؟ عندها أدرك عازف الفلوت أنه و أن كانت آلته صغيرة ولكنها هامة في أذني المايسترو فمهما كانت المسئولية صغيرة فمن الواجب ومن البطولة والتكريس أن نتممها بأمانة و يكفينا رضاء القائد العظيم عنا .
2-هروب الأغلبية:هرب الشعب و لكن ببطولة تكريسه رجع الشعب وراءه للنهب فقط تتكرر في رسالة الأيام الأخيرة عبارة و أما أنت (2تي10:3و14) سأل وندل ويلكي الرئيس الأمريكي فرانكلين د. روزفلت لدي زيارته له في البيت الأبيض في واشنطون قائلا: سيدي الرئيس لماذا تبقي هذا الرجل الهزيل و المريض هاري هوبكن إلي جانبك في كل المناسبات الرسمية أجابه روزفلت : سيد ويلكلي يتدفق إلي كل يوم مئات الأشخاص و جميعهم يريدونني أن أخدمهم و احل مشاكلهم أما هاري هوبكن هو الوحيد الذي يريد أن يخدمني و بإخلاص فلهذا السبب أحافظ عليه بجواري دائما ألا يستحق ؟ هل نخلص للرب و نخدمه بحب له و ليس لاحتياج دائم منه ؟حتى لو تخلى الكل عن خدمته ؟
3-الضعفات البشرية :كلت يده .. ففي ضعفاتنا علينا أن نعتمد علي وعد الرب تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل (2كو9:12-10) هل تشعر بالضعف تشجع معي بهذه القصة الطريفة , فلقد بدأ الموسيقار الإيطالي الأشهر باجانيني Paganini يعزف علي كمانه الشهير و قبل أن يعزف شيء ضبط أوتار كمانه فقطع وتر أمام الجمهور ثم قطع آخر فثالث و لم يبق إلا وترا واحدا و لكن الفنان العظيم تمالك نفسه و قال وتر وحيد سليم ليكن و علي هذا الوتر الوحيد عزف أجمل موسيقي سمعها الجمهور من قبل حتى أن الجمهور لم يتمالك نفسه و أخذ يصفق باستمرار لمده طويلة ,اترك نفسك بإمكانياتك التي تري أنه لم يبق فيها إلا وتر واحد اتركها دون فشل ليد العازف الأعظم الرب يسوع المسيح.
4-الجراح الحربية :و لصق السيف بيده , فمهما بدا و كأن الشيطان يحقق انتصارات جزئية ثقتنا أن الله يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين (2كو14:2)
الثالث: شمة بن أجي الهراري :و معني أسمه خراب أو شارد أو جبلي و كانت هناك قطعة حقل مملوءة عدسا فهرب الشعب من أمام الفلسطينيين فوقف في وسط القطعة و أنقذها و ضرب الفلسطينيين فصنع الرب خلاصا عظيما و فيه نري البطولة التكريسية رغم الخراب و الاهتمامات العالمية فالعدس يرينا الشهوة التي باع عيسو لأجلها الباكورية (تك34:25وعب16:12) .و نزل الثلاثة من الثلاثين رئيسا و أتوا في الحصاد إلي داود إلي مغارة عدلام..إلي الصخر ..فتأوه داود و قال من يسقيني ماء من بئر بيت لحم فشق الأبطال الثلاثة محلة الفلسطينيين و استقوا ماء من بئر بيت لحم الذي عند الباب و حملوه و أتوا به إلي داود فلم يشأ أن يشربه بل سكبه للرب و قال حاشا لي يا رب أن أفعل ذلك .هذا دم الرجال الذين خاطروا بأنفسهم فلم يشأ أن يشربه هذا ما فعله الأبطال الثلاثة و فيهم نري أنهم:
1-أتوا في الحصاد:كما قال الرب أما تقولون أنه يكون أربعة أشهر ثم يأتي الحصاد ها أن أقول لكم ارفعوا أعينكم و انظروا الحقول إنها قد ابيضت للحصاد (يوحنا35:4-37ولوقا2:10)
2-أتوا إلي الصخر:و الرب هو الصخر (1كورنثوس4:10) و من يسمع و يعمل يشبه رجل بني بيته علي الصخر (متي24:7-27) فلا تكريس و لا بطولة إلا بالاعتماد علي الرب و كلمته.
3-سمعوا تأوه داود : و هذا يعني أنهم كانوا بالقرب منه ليتنا نكون كيوحنا نتكئ علي صدر الرب لنسمع كلامه (يوحنا20:21) و يكون صوته لنا مسموع أكثر من صوت العالم اقتربوا إلي الله فيقترب إليكم (يعقوب8:4)
4-شقوا المحلة: السرعة و القوة دون تردد في تنفيذ رغبة داود لنحب الرب و نطيع وصاياه و كلامه (يوحنا21:14و23) مهما كانت الكلفة , عندما اغتالوا الرئيس الأمريكي الأسبق جارفيلد Garfield تركوه و هو يصارع بين الموت و الحياة ثم نقلوه فورا إلي مكان معتزل خارج المدينة لأنه كان في حالة خطرة يحتاج فيها للهدوء و بسرعة مد المهندسون خطا حديديا إلي هذا المكان لسرعة نقل الأطباء و الممرضين و عائلة الرئيس و كان الخط يمر بحديقة أحد المزارعين الذي رفض بشدة في البداية أن يشقوا حديقته و لكن في الحال عندما عرف القصة و أن الأمر يختص بالرئيس جارفيلد قال المزارع الأمر الآن يختلف فلأجل الرئيس لا تشقوا حديقتي فقط بل مزلي أيضا ماذا نقول نحن عن الأمور الخاصة بملكنا و رئيسنا العظيم هل نضحي لأجله
5-أتوا بالماء إلي داود : و مازال الرب يسوع يقول أعطني لأشرب (يوحنا7:4) و طعامه أن تخلص النفوس (يوحنا34:4) فهل في تكريس حقيقي نقدم له ماء و هو الذي صرخ علي الصليب :أنا عطشان ؟ (يوحنا28:19)
6-عملوا معا في تناغم : ما أحلي روح الفريق فهي تعبر عن الأتضاع و التكريس (افسس3:4وفيلبي2:4)
7-خاطروا بأنفسهم حتى الدم :المخاطرة بالنفس أرقي أنواع التكريس كأبفرودتس , لأنه من أجل عمل المسيح قارب الموت مخاطرا بنفسه لكي يجبر نقصان خدمتكم لي (فيلبي30:2) والرسول بولس أكثر عاش حياة مخاطرة اسمعه يقول: وَلَكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ (أعمال24:20) و لقد كتب أحدهم عن غيرة الرسول بولس قائلا :أمامنا رجل لا يهمه أن يجمع ثروة مادية أو مجموعة من الأصدقاء الأغنياء و لا قيمه عنده لأي شيء عالمي فهو لا يتحمس لبلد أو شهرة أو شهوة أو مال ,كانت غيرته الوحيدة لإنجيل المسيح, حسبوه غبيا فلم يبالي حسبوه مهيج للفتن فلم يعترض ,كان عليه أن يتكلم بالإنجيل أو يموت و لم يصمت حتى في أخطر الأماكن و أصعبها لم يعبأ بالراحة بل راح يجوب البر و البحر فوق الصخور و في جزر و أماكن مجهولة لم يسلكها قبله إنسان ,هو لا يسكت ففي السجن يرفع صوته و في عواصف المحيط لا يهدأ و قدام المجامع الرهيبة و عروش الملوك المفزعة يشهد ليسوع المسيح لم يستطع أحد أن يخمد صوته إلا الموت و لم يهمه الموت إلا أنه سيوقف حديثه بالإنجيل و قبل أن يفصل السكين رأسه عن جسده نسمعه يصلي يشهد يعترف يناضل و يبارك الشعب القساة.ما أحلى مخاطرة التكريس لقد قال وليم مكدونلد :ليس مفروضا علي الجميع أن يموتوا شهداء قليلون فقط يستشهدون بالحراب أو المقصلة أو سواهم و لكن علي كل منا أن يحمل بين جوانحه روح الشهيد و غيرته وولائه علي كل منا أن يحيا حياة أولئك الذين سكبوا حياتهم علي مذبح الاستشهاد في سبيل المسيح, من الأجرام أن نحتفظ بحياتنا في حين لو بذلناها طوعا دون تحفظ لفاضت بركات أبدية علي أخوتنا في البشرية فكم جاد أناس بحياتهم في سبيل بحث طبي و كم جاد آخرون بها لينقذوا أعزاءهم من بيت مشتعل بالنار و ما زال يجود كثيرون بحياتهم في معارك حامية الوطيس لإنقاذ وطنهم من قوات الأعداء فما هي إذا قيمة حياة الناس في نظرنا و قال أيضا:ليس للإنسان المكرس المسلم حياته للرب تسليما كليا سوي هم واحد هو أن يتمجد المسيح في حياته حتى أن الموت و الحياة بالنسبة له سيان في سبيل هذا الهدف السامي.
ثانيا-الثلاثة بعد الأول:
الأول : أبشاي أخو يوآب بن صروية : هذا هز رمحه علي 300 قتلهم فكان له اسم بين الثلاثة ألم يكرم علي الثلاثة فكان لهم رئيسا إلا أنه لم يصل إلي الثلاثة الأول معني أسمه كريم و هو مجروح ونرى فيه القوة كيوشيب و لكن لم يصل له ففي حياة الرب كان يوجد 70رسول و 12 تلميذ منهم 3 مقربين هم بطرس و يعقوب و يوحنا و منهم واحد أكثر قربا هو يوحنا كثمر الزرع فيصنع بعض مائة و آخر ستين و آخر ثلاثين (متي23:13) فأن لم تكن يوشيب بشبث التحكموني فعلى الأقل يمكنك أن تكون أبشاي أخو يوآب بن صروية
الثاني :بناياهو بن يهوياداع :معني أسمه الذي بناه الله الذي يعرف الله و فيه نري
- أبن ذي بأس: من عائلة بطولية
- كثير الأفعال :ودائما كثير الأفعال قليل الأقوال
- من قبصئيل: الله قد جمعه أو أمسك زمام قيادته
- ضرب أسدي مؤاب: رجلين كأسدين و مواب إشارة للجسد
- و هو الذي نزل و ضرب أسدا في وسط جب في يوم الثلج: الأسد صورة للشيطان و الجب صورة لمكايدة و يوم الثلج صورة للبرودة الروحية
- وهو ضرب رجلا مصريا ذا منظر :صورة للعالم
- جعله داود من أصحاب سره : فهتاك علاقة وثيقة بين التكريس و بين سهولة و تلقائية سماع صوت الرب .
الثالث-مجهول : (لم يذكر اسمه) فهو مجهول لنا ولكنه معروف لدي داود و الرب, هكذا كثيرون ينطبق عليهم القول: كمجهولين و نحن معروفون (2كورنثوس9:6)
ثالثا-أبطال أيضا:
يذكر داود 31 بطل من مختلف الجنسيات, فلنكن أبطال للرب و ليقل الضعيف بطل أنا ( يوئيل10:3) هؤلاء الأبطال غير مجموعة أخرى من الأبطال الذين ذكر عنهم: وَهَؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ جَاءُوا إِلَى دَاوُدَ إِلَى صِقْلَغَ وَهُوَ بَعْدُ مَحْجُوزٌ عَنْ وَجْهِ شَاوُلَ بْنِ قَيْسَ, وَهُمْ مِنَ الأَبْطَالِ مُسَاعِدُونَ فِي الْحَرْبِ, نَازِعُونَ فِي الْقِسِيِّ, يَرْمُونَ الْحِجَارَةَ وَالسِّهَامَ مِنَ الْقِسِيِّ بِالْيَمِينِ وَالْيَسَارِ, ..وَمِنَ الْجَادِيِّينَ انْفَصَلَ إِلَى دَاوُدَ إِلَى الْحِصْنِ فِي الْبَرِّيَّةِ جَبَابِرَةُ الْبَأْسِ رِجَالُ جَيْشٍ لِلْحَرْبِ, صَافُّو أَتْرَاسٍ وَرِمَاحٍ, وَوُجُوهُهُمْ كَوُجُوهِ الأُسُودِ, وَهُمْ كَالظَّبْيِ عَلَى الْجِبَالِ فِي السُّرْعَةِ:..هَؤُلاَءِ مِنْ بَنِي جَادَ رُؤُوسُ الْجَيْشِ. صَغِيرُهُمْ لِمِئَةٍ وَالْكَبِيرُ لأَلْفٍ. هَؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ عَبَرُوا الأُرْدُنَّ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ وَهُوَ مُمْتَلِئٌ إِلَى جَمِيعِ شُطُوطِهِ وَهَزَمُوا كُلَّ أَهْلِ الأَوْدِيَةِ شَرْقاً وَغَرْباً. وَجَاءَ قَوْمٌ مِنْ بَنِي بِنْيَامِينَ وَيَهُوذَا إِلَى الْحِصْنِ إِلَى دَاوُدَ. فَخَرَجَ دَاوُدُ لاِسْتِقْبَالِهِمْ وَقَالَ لَهُمْ: "إِنْ كُنْتُمْ قَدْ جِئْتُمْ بِسَلاَمٍ إِلَيَّ لِتُسَاعِدُونِي, يَكُونُ لِي مَعَكُمْ قَلْبٌ وَاحِدٌ. وَإِنْ كَانَ لِتَدْفَعُونِي لِعَدُوِّي وَلاَ ظُلْمَ فِي يَدَيَّ, فَلْيَنْظُرْ إِلَهُ آبَائِنَا وَيُنْصِفْ" . فَحَلَّ الرُّوحُ عَلَى عَمَاسَايَ رَأْسِ الثَّوَالِثِ فَقَالَ : "لَكَ نَحْنُ يَا دَاوُدُ, وَمَعَكَ نَحْنُ يَا ابْنَ يَسَّى. سَلاَمٌ سَلاَمٌ لَكَ, وَسَلاَمٌ لِمُسَاعِدِيكَ. لأَنَّ إِلَهَكَ مُعِينُكَ" . فَقَبِلَهُمْ دَاوُدُ وَجَعَلَهُمْ رُؤُوسَ الْجُيُوش ِ(2أخ12)
صديقي الدارس صديقتي الدارسة :هل سمعت عن هذا الجندي الذي يقال أن الأطباء حكموا بأن مرضه غير قابل للشفاء و أنه لابد أنه سيموت وإذ سمع الجندي هذا القرار سأل نفسه إذا كان من الموت بدا فلماذا لا يموت شجاعا مغوارا نبيلا شريفا في المعركة؟ و لماذا يبقى في انتظار موت قد يقصر أو يطول أمده مع بقية من حياة ممتلئة بالعذاب و المعاناة!؟ و تحول الجندي إلى أسطورة في المعركة فإذا تراجع الجنود كان هو الوحيد المتقدم و إذا هاجم كان هجومه ليس هجوم فرد واحد بل كأنه هجوم جيش كامل و حول الجندي الهزيمة إلى نصر و التقهقر إلى اكتساح عجيب و عجب القائد من أمر هذا الجندي الغريب و إذ سأل عن سره أدرك قصته و قال له لا ينبغي أن تموت وكون له عددا من أعظم الأطباء الذين نجحوا في القضاء على مرضه و هنا حدث الشيء الغريب أن الجندي و قد أيقن من نجاته أستمرأ الراحة و السكينة و الخنوع و فقد روح البطولة واصبح واحدا عاديا من الجنود ,عاد يخشى الموت و يمسك بأسباب الحياة و لم يعود يستخدم مثله القديم :إذا كان من الموت بدأ فمن العار أن تموت جبانا .صديقي صديقتي :أخاف علي نفسي و عليك أن نصير مثل هذا الجندي فبعد بطولة في التكريس نرجع نخاف و تصير من جديد أنفسنا ثمينة علينا بل دعنا في بطولة لكابتن (رئيس) خلاصنا (عبرانيين2: 10) الذي مات فعلا لأجلنا, أن نتخذ آية شعارنا إلي آخر لحظة في الحياة : "إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ" (رومية8: 36)
الدرس في عبارة واحدة :التكريس يصنع أبطال في الإيمان يقوموا بأعمال بطولية تفوق الإمكانيات الطبيعية.
صلاة: يا رئيس الإيمان بينما أدرك إني ضعيف أثق في نعمتك التي بها ليقل الضعيف بطل أنا ,اسمعني وعدك تكفيك نعمتي. آمين.
|