HeSentHisWordأرسل كلمته
من نحن مؤتمرات لمراسلتنا البحث الصفحة الرئيسية

الدرس الرابع والثمانون
خدعة تجزئة التكريس – يوناثان

محتويات الدرس

خدعة تجزئة التكريس (يوناثان)

 

1 صموئيل13و14و18: 1-4 و19: 1-5 و20: 4 و14-17 و23: 15-18 و31: 2 و2 صموئيل 1: 23-27


ذهبت فتاة مؤمنة إلي صالة رقص و كانت لا تري في الرقص خطية و قررت أن تقوم بخدمة روحية أثناء الرقص و حينما كانت تدور مع من يرقص معها همست له في أذنيه هل أمنت بالمسيح ؟ فأجاب الشاب في دهشة و هل أنت مؤمنه؟ردت الفتاة نعم فسألها بشدة و حدة و ما الذي أتي بك إلي هذا المكان و تركها.وكتب أندرو موري في كتابه حياة التسليم الكامل :وَجَمَعَ بَنْهَدَدُ مَلِكُ أَرَامَ كُلَّ جَيْشِهِ، وَاثْنَيْنِ وَثَلاَثِينَ مَلِكاً مَعَهُ، وَخَيْلاً وَمَرْكَبَاتٍ وَصَعِدَ وَحَاصَرَ السَّامِرَةَ وَحَارَبَهَا. وَأَرْسَلَ رُسُلاً إِلَى أَخْآبَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَقَالَ لَهُ: [هَكَذَا يَقُولُ بَنْهَدَدُ: لِي فِضَّتُكَ وَذَهَبُكَ، وَلِي نِسَاؤُكَ وَبَنُوكَ الْحِسَانُ]. فَأَجَابَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ: [حَسَبَ قَوْلِكَ يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ، أَنَا وَجَمِيعُ مَا لِي لَكَ]. (1مل1:20-4) كان طلب بنهدد ( الذي يرمز للشيطان فمعني اسمه ابن الرعب و الصراخ ) التسليم الكامل و هذا ما فعله أخاب فكم بالأحرى جدا أن نقول لربنا يسوع المسيح رئيس السلام : [حَسَبَ قَوْلِكَ يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ، أَنَا وَجَمِيعُ مَا لِي لَكَ] كنت في أحد المؤتمرات و كان الحديث عن كنيسة المسيح و سألت أحد الخدام الأتقياء عن الحاجة العظمي للكنيسة في أيامنا و عن الرسالة التي يجب أن تقدم لها ؟ فقال بكل هدوء و تأكيد التسليم الكامل و الغير مجزأ لله .لكن إذ تدقق النظر في ولاء يوناثان لداود تجد ثغرة قد تمر للقارئ السطحي لكلمة الله و رغم حلاوة حياة يوناثان إلا أنه مات مقتولا مع شاول بينما كان يظن أنه سيبقي ثانيا في مملكة داود لهذا أدعوك أن تمر معي في علاقة داود بيوناثان لتكتشف معي خطورة التكريس الجزئي :

أولا بطولة يوناثان :
أ-هذا اليوم بالذات:
  1. شعب بدون ذخيرة:و لم يوجد صانع في كل أرض إسرائيل لأن الفلسطينيين قالوا لئلا يعمل العبرانيون سيفا أو رمحا بل كان ينزل كل إسرائيل إلي الفلسطينيين لكي يحدد كل واحد سكته و منجله و فأسه و معوله عندما كلت حدود السكك و المناجل و المثلثات الأسنان و الفؤوس و لتروس المناسيس و كان في يوم الحرب أنه لم يوجد سيف و لا رمح بيد جميع الشعب الذي مع شاول و مع يوناثان علي أنه وجد مع شاول و يوناثان أبنه (1صم19:13-22) أليس الشعب الآن بدون ذخيرة كلمة الله (اف17:6) ؟

  2. الارتداد و الأيام الأخيرة:و أختار شاول لنفسه ثلاثة آلاف من إسرائيل فكان ألفان مع شاول في مخماس و في جبل بيت إيل و ألف كان مع يوناثان في جبعة بنيامين (1صم2:13) و عد شاول الشعب الموجود معه نحو ست مائة رجل(و أرتد 1400 من شاول و1000 من يوناثان) (1صم15:13) و العبرانيون الذين كانوا مع الفلسطينيين منذ أمس و ما قبله صعدوا معهم إلي المحلة من حواليهم صاروا هم أيضا مع إسرائيل الذين مع شاول و يوناثان(بعد الانتصار) (1صم21:13) أليس نحن في أشر حالة ارتداد ؟ (1تي1:4و2تس3:2)

  3. القائد و فشل المسيرة:فقال صموئيل لشاول قد انحمقت لم تحفظ وصية الرب ألهك التي أمرك بها ..وأما الآن فمملكتك لا تقوم (1صم13:13) و كان شاول مقيم في طرف جبعه (أي بعيد عن جبعة التي معناها ارتفاع تحت الرمانة (بلا ثمر)التي في مغرون(معناها انحدار) فشل القادة ألا يكون حافز لنعمل مع الرب (2تي3:4) ؟

  4. إيخابود و الحالة المريرة:و أخيا بن أخيطوب أخي إيخابود بن فنيحاس بن عالي كاهن الرب في شيلوه كان لابسا أفودا (اصم3:13) و معني أيخابود زال المجد (1صم24:4) ألم يزول المجد في عبادتنا (رؤ15:3-20) ؟أليس هذا حافز للتكريس لأجل الرب؟

ب-مقومات الانتصارات:
  1. المخاطرة التكريسية: و في ذات يوم قال يوناثان بن شاول للغلام حامل سلاحه تعال نعبر إلي حفظة الفلسطينيين الذين في ذلك العبر (1صم1:14) التكريس مخاطرة محسوبة نتيجة للأمانة الفردية مثل أبطال داود الذين خاطروا بأنفسهم (2صم17:23) و ابفرودتس الذي خاطر بنفسه (في30:2)

  2. الجذور الروحية: و لم يخبر أباه ..و لم يعلم الشعب أن يوناثان قد ذهب (1صم1:14و3) قليل الأقوال و كثير الأفعال كبناياهو (2صم20:23) ونحميا (نح12:2)

  3. إيمان بالقدرة الإلهية:فقال يوناثان للغلام حامل سلاحه تعال نعبر إلي صف هؤلاء الغلف لعل الله يعمل معنا لأنه ليس للرب مانع أن يخلص بالكثير أو بالقليل (1صم6:14) فالرب يسر بالقليل (قض2:7و2كو9:12)

  4. تشجيعات أخوية:فقال له حامل سلاحه أعمل كل ما بقلبك تقدم ها أنا معك حسب قلبك (1صم7:14) (تث8:20و1كو13:16)

  5. علامة الدعوة الكرازية:فقال يوناثان هوذا نحن نعبر إلي القوم و نظهر أنفسنا لهم فأن قالوا لنا هكذا دوموا حتى نصل إليكم نقف في مكاننا و لا نصعد إليهم و لكن أن قالوا هكذا أصعدوا إلينا نصعد لأن الرب قد دفعهم ليدنا و هذه هي العلامة كالنداء أعبر إلي مكدونية و أعنا (اع9:16و10)

  6. لا للتحقيرات الشيطانية :فقال الفلسطينيون هوذا العبرانيون خارجون من الثقوب التي أختبأوا فيها ..و قالوا أصعدا إلينا فنعلمكما شيئا فقال يوناثان لحامل سلاحه أصعد ورائي فأن الرب قد دفعهم ليد إسرائيل (1صم12:114) فلا يؤثر فينا إبليس بصغر النفس (خر9:6و1تس14:5)

  7. أفضل خطة هجومية :فصعد يوناثان علي يديه (الجهاد)و رجليه (في الصلاة) (1صم13:14) و بين المعابر التي التمس يوناثان أن يعبرها إلي حفظة الفلسطينيين سن صخرة من هذه الجهة و سن صخرة من تلك الجهة و أسم الواحدة بوصيص (معناها لامع) و أسم الأخرى سنة (معناها شوك)و السن الواحد عمود إلي الشمال مقابل مخماس (معناها مختف)و الآخر إلي الجنوب مقابل جبع (معناها ارتفاع) أي في طريق الخدمة الروحية الضيق صخرتان صخرة بوصيص (اللامع) مقابل مخماس(المختفي)و هذه الصخرة صورة للشيطان بأساليبه المختلفة كالأسد والحية و ملاك النور ( 1بط 5 :8 و2كو 11 :3 و2 كو 11 :4 ) و الصخرة الأخرى سنة (شوك) مقابل جبع (ارتفاع) و هي صخرة الاضطهاد (2تي12:3) أو الكبرياء (1تي6:3) و الطريقة الوحيدة للنصرة هي الصلاة (اف18:6)

ج-انتصارات بأقل الإمكانيات:
  1. سقوط الأعداء:فسقطوا أمام يوناثان..و كانت الضربة الأولي نحو عشرين رجلا (1صم13:14) (كو15:2)

  2. هروب حتى الرؤساء:و كان ارتعاد في المحلة و في الحقل و في جميع الشعب الصف و المخربون ارتعدوا هم أيضا (1صم15:14) (رؤ11:12)

  3. زلزال من السماء:و رجفت الأرض فكان ارتعاد عظيم (1صم16:14) (اع31:4و26:16)


ثانيا افتداء يوناثان:
وَضَنُكَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ لأَنَّ شَاوُلَ حَلَّفَ الشَّعْبَ قَائِلاً: "مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَأْكُلُ خُبْزاً إِلَى الْمَسَاءِ حَتَّى أَنْتَقِمَ مِنْ أَعْدَائِي" . فَلَمْ يَذُقْ جَمِيعُ الشَّعْبِ خُبْزاً. وَجَاءَ كُلُّ الشَّعْبِ إِلَى الْوَعْرِ وَكَانَ عَسَلٌ عَلَى وَجْهِ الْحَقْلِ. وَلَمَّا دَخَلَ الشَّعْبُ الْوَعْرَ إِذَا بِالْعَسَلِ يَقْطُرُ وَلَمْ يَمُدَّ أَحَدٌ يَدَهُ إِلَى فَمِهِ, لأَنَّ الشَّعْبَ خَافَ مِنَ الْقَسَمِ. وَأَمَّا يُونَاثَانُ فَلَمْ يَسْمَعْ عِنْدَمَا اسْتَحْلَفَ أَبُوهُ الشَّعْبَ, فَمَدَّ طَرَفَ النُّشَّابَةِ الَّتِي بِيَدِهِ وَغَمَسَهُ فِي قَطْرِ الْعَسَلِ وَرَدَّ يَدَهُ إِلَى فَمِهِ فَاسْتَنَارَتْ عَيْنَاهُ. فَقَالَ واحِدٌ مِنَ الشَّعْبِ: "قَدْ حَلَّفَ أَبُوكَ الشَّعْبَ قَائِلاً: مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَأْكُلُ خُبْزاً الْيَوْمَ. فَأَعْيَا الشَّعْبُ" ....فَقَالَ شَاوُلُ لِيُونَاثَانَ: "أَخْبِرْنِي مَاذَا فَعَلْتَ!" فَأَخْبَرَهُ يُونَاثَانُ: "ذُقْتُ ذَوْقاً بِطَرَفِ النُّشَّابَةِ الَّتِي بِيَدِي قَلِيلَ عَسَلٍ. فَهَئَنَذَا أَمُوتُ" . فَقَالَ شَاوُلُ: "هَكَذَا يَفْعَلُ اللَّهُ وَهَكَذَا يَزِيدُ إِنَّكَ مَوْتاً تَمُوتُ يَا يُونَاثَانُ" . فَقَالَ الشَّعْبُ لِشَاوُلَ: "أَيَمُوتُ يُونَاثَانُ الَّذِي صَنَعَ هَذَا الْخَلاَصَ الْعَظِيمَ فِي إِسْرَائِيلَ؟ حَاشَا! حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ لاَ تَسْقُطُ شَعْرَةٌ مِنْ رَأْسِهِ إِلَى الأَرْضِ لأَنَّهُ مَعَ اللَّهِ عَمِلَ هَذَا الْيَوْمَ" . فَافْتَدَى الشَّعْبُ يُونَاثَانَ فَلَمْ يَمُتْ. (اصموئيل24:14-45) و هنا نرى يوناثان رمز للمؤمن المفدي كما هو مكتوب : عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ، مَعْرُوفاً سَابِقاً قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، (1بط18:1-20)

ثالثا محبة يوناثان :
فقد تقابل يوناثان مع داود بعد نجاح داود في قتل جليات، وأحبه كنفسه (1صمم 18:1) قَدْ تَضَايَقْتُ عَلَيْكَ يَا أَخِي يُونَاثَانُ. كُنْتَ حُلْواً لِي جِدّاً. مَحَبَّتُكَ لِي أَعْجَبُ مِنْ مَحَبَّةِ النِّسَاءِ (1صم26:1) و المعروف أن داود رمز للرب يسوع أصل و ذرية داود (رؤ22: 16)وكتب الخادم المعاصر الشهير جون هاجاي قائلا:إن من يقرأ حياة يوناثان بن شاول الملك و صداقته مع داود كما هو مكتوب : وَكَانَ لَمَّا فَرَغَ مِنَ الْكَلاَمِ مَعَ شَاوُلَ أَنَّ نَفْسَ يُونَاثَانَ تَعَلَّقَتْ بِنَفْسِ دَاوُدَ, وَأَحَبَّهُ يُونَاثَانُ كَنَفْسِهِ. فَأَخَذَهُ شَاوُلُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَمْ يَدَعْهُ يَرْجِعُ إِلَى بَيْتِ أَبِيهِ (1صم1:18-4) لا يشك أبدا تجاه محبة يوناثان لداود, , لأَنَّهُ أَحَبَّهُ كَنَفْسِهِ , فأن كان داود رمز للمسيح يكون يوناثان الذي اسمه العبري معناه "الرب أعطى" يرمز للمسيحي الحقيقي الذي حصل على عطية الله و تعلم أن يحب و يعطي.

رابعا عطاء يوناثان :
وَخَلَعَ يُونَاثَانُ الْجُبَّةَ الَّتِي عَلَيْهِ وَأَعْطَاهَا لِدَاوُدَ مَعَ ثِيَابِهِ وَسَيْفِهِ وَقَوْسِهِ وَمِنْطَقَتِهِ (1صموئيل18: 4) نري في عطاء يوناثان لداود ليس فقط سخاء و لكن تضحية باللبس الملكي و كأنه يعلن ولاءه لداود الممسوح ملكا من الرب وهذا رائع فهو أعطاه الجبة و الثياب أي تخلى عن بره ليكون في المسيح كبولس: بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضاً خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ وَأُوجَدَ فِيهِ، وَلَيْسَ لِي بِرِّي الَّذِي مِنَ النَّامُوسِ، بَلِ الَّذِي بِإِيمَانِ الْمَسِيحِ، الْبِرُّ الَّذِي مِنَ اللهِ بِالإِيمَانِ. (فيلبي3:8-9) و أعطاه السيف و القوس معلنا أن قوته و نصرته في المسيح : . أَخِيراً يَا إِخْوَتِي تَقَوُّوا فِي الرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ. الْبَسُوا سِلاَحَ اَللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ (أفسس6:10و11) و في إعطائه للمنطقة صورة رائعة لرغبة يوناثان في خدمة الرب : لِذَلِكَ مَنْطِقُوا أَحْقَاءَ ذِهْنِكُمْ صَاحِينَ، فَأَلْقُوا رَجَاءَكُمْ بِالتَّمَامِ عَلَى النِّعْمَةِ الَّتِي يُؤْتَى بِهَا إِلَيْكُمْ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ (1بطرس1: 13) و لكن لاحظ أن يوناثان لم يعط داود الحذاء الذي نري فيه التبعية الكاملة و لكن نقرأ : وَأَقَامَ دَاوُدُ فِي الْغَابِ, وَأَمَّا يُونَاثَانُ فَمَضَى إِلَى بَيْتِهِ (1صموئيل23: 18)

خامسا عهد يوناثان :
يسجل الكتاب ثلاثة عهود قطعها الاثنان معاً: والعهد شيء جوهري يؤمن به وليم جيمس عالم النفس الأمريكي الكبير إذ يترك العهد في الذاكرة آثرا عميقا ليس من السهل أن يتجاوز الإنسان أو يتخطاه و لعل هذا السبب الذى يجعل المرنم يقول أوفي بنذوري قدام خائفيه (مزمور22: 25) ففي أول مقابلة قطع يوناثان عهداً مع داود لأنه أحبه كنفسه، وخلع جبته وأعطاها لداود مع ثيابه وسيفه وقوسه ومنطقته (1صمم 18: 4.3). ثم عندما اشتد العداء بين شاول وداود بسبب نجاح داود حربياً وتزايد شهرته، تدخل يوناثان واقتنع أباه بسلامة موقف داود، فسمع شاول ليوناثان وحلف أنه لن يقتل داود (1 صمم 19: 1-6). ولكن ثبت أن شاول لم يكن مخلصاً في وعده بعدم قتل داود، إذ انتهز فرصة وجود داود أمامه، وحاول أن يطعنه بالرمح، لكنه فر من أمامه ونجا. وهكذا عرف يوناثان حقيقة نية شاول أبيه من نحو داود، وقطع عهداً مرة ثانية مع داود (1صمم 20: 14-17) وقد حفظ داود هذا العهد (أرجع إلى 2صمم9).ولما بدأ شاول في مطاردة داود في برية زيف، ذهب يوناثان إليه في البرية، وشدد يده بالله قائلاً له : إنه لابد أن يملك على إسرائيل ويكون هو ثانياً له، وقطع كلاهما عهداً لثالث مرة أمام الرب (1صمم23: 15-18).و هو بهذا صورة للمؤمن الذي تمتع ببركات العهد الجديد وَلَكِنَّهُ الآنَ قَدْ حَصَلَ عَلَى خِدْمَةٍ أَفْضَلَ بِمِقْدَارِ مَا هُوَ وَسِيطٌ أَيْضاً لِعَهْدٍ أَعْظَمَ، قَدْ تَثَبَّتَ عَلَى مَوَاعِيدَ أَفْضَلَ. فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ. لأَنَّهُ يَقُولُ لَهُمْ لاَئِماً: هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ، حِينَ أُكَمِّلُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمَعَ بَيْتِ يَهُوذَا عَهْداً جَدِيداً. لاَ كَالْعَهْدِ الَّذِي عَمِلْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ يَوْمَ أَمْسَكْتُ بِيَدِهِمْ لأخْرِجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَثْبُتُوا فِي عَهْدِي، وَأَنَا أَهْمَلْتُهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ. لأَنَّ هَذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَعْهَدُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ نَوَامِيسِي فِي أَذْهَانِهِمْ، وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً (عبرانيين6:8-10)

سادسا مخاطرة ووفاء يوناثان :
تعرض يوناثان أكثر من مرة للخطر بل للموت من أبيه شاول بسبب ولائه لداود مثلا تذكر المكتوب: فَحَمِيَ غَضَبُ شَاوُلَ عَلَى يُونَاثَانَ وَقَالَ لَهُ: "يَا ابْنَ الْمُتَعَوِّجَةِ الْمُتَمَرِّدَةِ, أَمَا عَلِمْتُ أَنَّكَ قَدِ اخْتَرْتَ ابْنَ يَسَّى لِخِزْيِكَ وَخِزْيِ عَوْرَةِ أُمِّكَ؟ لأَنَّهُ مَا دَامَ ابْنُ يَسَّى حَيّاً عَلَى الأَرْضِ لاَ تُثْبَتُ أَنْتَ وَلاَ مَمْلَكَتُكَ. وَالآنَ أَرْسِلْ وَأْتِ بِهِ إِلَيَّ لأَنَّهُ ابْنُ الْمَوْتِ هُوَ" . فَأَجَابَ يُونَاثَانُ شَاوُلَ أَبَاهُ: "لِمَاذَا يُقْتَلُ؟ مَاذَا عَمِلَ؟" فَوَجَّهَ شَاوُلُ الرُّمْحَ نَحْوَهُ لِيَطْعَنَهُ. فَعَلِمَ يُونَاثَانُ أَنَّ أَبَاهُ قَدْ عَزَمَ عَلَى قَتْلِ دَاوُدَ (1صموئيل20:27-34) .كل هذه الأمور الستة الرائعة 1-بطولته 2-افتدائه 3-محبته 4-عطاءه 5-عهوده 6-مخاطرته ووفاءه كان يعوزها أمر سابع هام أفتقده يوناثان فصار مثالا لمن سقط في خدعة التكريس المجزأ لقد أفتقد يوناثان تبعيته لداود رغم علمه بأنه الممسوح ملكا من قبل الرب فمكتوب : فَقَامَ يُونَاثَانُ بْنُ شَاوُلَ وَذَهَبَ إِلَى دَاوُدَ إِلَى الْغَابِ وَشَدَّدَ يَدَهُ بِاللَّهِ. وَقَالَ لَهُ: "لاَ تَخَفْ لأَنَّ يَدَ شَاوُلَ أَبِي لاَ تَجِدُكَ, وَأَنْتَ تَمْلِكُ عَلَى إِسْرَائِيلَ, وَأَنَا أَكُونُ لَكَ ثَانِياً. وَشَاوُلُ أَبِي أَيْضاً يَعْلَمُ ذَلِكَ" . فَقَطَعَا كِلاَهُمَا عَهْداً أَمَامَ الرَّبِّ. وَأَقَامَ دَاوُدُ فِي الْغَابِ, وَأَمَّا يُونَاثَانُ فَمَضَى إِلَى بَيْتِهِ (1صموئيل23: 16-18) لم يعطي داود الحذاء و لم يستطع إتباعه. لهذا أسمع م كتب ! وَأَمَّا يُونَاثَانُ فَمَضَى إِلَى بَيْتِهِ!! كان يوناثان كالرجل الأول الذي تقابل مع الرب وكانت مشكلته تفضيل الراحة الجسدية: قال له يسوع للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار آما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه (لوقا57:9و58) فالرب عاش فقيرا , فَإِنَّكُمْ تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ مِنْ أَجْلِكُمُ افْتَقَرَ وَهُوَ غَنِيٌّ، لِكَيْ تَسْتَغْنُوا أَنْتُمْ بِفَقْرِهِ (2كورنثوس8:9) و على التلميذ الحقيقي أن لا يتصور أن تبعية الرب مليئة بالرفاهية و الراحة الجسدية .و لم يتعلم المبدأ الهام الذي تحدثنا عنه في الفصل الأول وهو المحبة القصوى للمسيح :- وكان جموع كثيرة سائرين معه فالتفت وقال لهم إن كان أحد يأتي إلي ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده واخوته وأخواته حتى نفسه أيضا فلا يقدر أن يكون لي تلميذا (لو 14 :25،26) كما كتب عن لاوي : قَال عَنْ أَبِيهِ وَأُمِّهِ: لمْ أَرَهُمَا وَبِإِخْوَتِهِ لمْ يَعْتَرِفْ وَأَوْلادَهُ لمْ يَعْرِفْ بَل حَفِظُوا كَلامَكَ وَصَانُوا عَهْدَكَ (تثنبة33 :8) و كما فعل أسا الملك عندما ابتدأ من أقرب الناس إليه : حَتَّى إِنَّ مَعْكَةَ أُمَّ آسَا الْمَلِكِ خَلَعَهَا مِنْ أَنْ تَكُونَ مَلِكَةً لأَنَّهَا عَمِلَتْ لِسَارِيَةٍ تِمْثَالاً وَقَطَعَ آسَا تِمْثَالَهَا وَدَقَّهُ وَأَحْرَقَهُ فِي وادِي قَدْرُونَ (2أخبار15: 16) ظن يوناثان أن بوجوده في القصر دون انفصال عن أبيه و دون تبعية حرفية للرب سيحتفظ بالمركز الثاني في المملكة كما سمعناه يقول : وَأَنْتَ تَمْلِكُ عَلَى إِسْرَائِيلَ, وَأَنَا أَكُونُ لَكَ ثَانِياً و لكن لم يدرك خطورة التكريس المجزأ فلأنه لم يطع الوصية الصريحة للتكريس و الانفصال كما هو مكتوب : لِذَلِكَ يَسُوعُ أَيْضاً، لِكَيْ يُقَدِّسَ الشَّعْبَ بِدَمِ نَفْسِهِ، تَأَلَّمَ خَارِجَ الْبَابِ. فَلْنَخْرُجْ إِذاً إِلَيْهِ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ حَامِلِينَ عَارَهُ. لأَنْ لَيْسَ لَنَا هُنَا مَدِينَةٌ بَاقِيَةٌ، لَكِنَّنَا نَطْلُبُ الْعَتِيدَةَ (عبرانين13: 12-14) لكن يوناثان حاول أن يوفق بين حبه لداود و سكناه في القصر مع شاول المرفوض من الله , المدينة و القصر اللذان نشتم فيهما رائحة العالم الكريهة لأنف الرب فلم ينل ما تمناه أن يكون ثانيا لداود بل لم يرى ملك داود إذ كان قد مات مقتولا مع شاول : فَمَاتَ شَاوُلُ وَبَنُوهُ الثَّلاَثَةُ وَحَامِلُ سِلاَحِهِ وَجَمِيعُ رِجَالِهِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مَعا ً (1صموئيل31:6) شَاوُلُ وَيُونَاثَانُ الْمَحْبُوبَانِ وَالْحُلْوَانِ فِي حَيَاتِهِمَا لَمْ يَفْتَرِقَا فِي مَوْتِهِمَا (2صموئيل1: 23) و هذه نتيجة حتمية لخدعة تجزئة التكريس كما قال الرسول بولس بالوحي : صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ: أَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَهُ فَسَنَحْيَا أَيْضاً مَعَهُ. إِنْ كُنَّا نَصْبِرُ فَسَنَمْلِكُ أَيْضاً مَعَهُ. إِنْ كُنَّا نُنْكِرُهُ فَهُوَ أَيْضاً سَيُنْكِرُنَا. إِنْ كُنَّا غَيْرَ أُمَنَاءَ فَهُوَ يَبْقَى أَمِيناً، لَنْ يَقْدِرَ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ (2تيموثاوس2: 11-13) لهذا ليتنا نستمع لصوت العريس إذ بقول: خُذُوا لَنَا الثَّعَالِبَ الثَّعَالِبَ الصِّغَارَ الْمُفْسِدَةَ الْكُرُومِ لأَنَّ كُرُومَنَا قَدْ أَقْعَلَتْ. حَبِيبِي لِي وَأَنَا لَهُ الرَّاعِي بَيْنَ السَّوْسَنِ (نشيد2:15و16) و لنتحذر من القول:اَلذُّبَابُ الْمَيِّتُ يُنَتِّنُ وَيُخَمِّرُ طِيبَ الْعَطَّار (جامعة1:10) لنتذكر ما فعلته خدعة التكريس المجزأ في يوناثان وأيضا في حنانبا و سفيرة أيضا (أعمال5)

الدرس في عبارة واحدة :قانون التكريس كقانون انقباض عضلة القلب All or non أي الكل أو لاشيء فليتنا نتكرس بالكامل للرب و ليحفظنا من خدعة تجزئة التكريس

صلاة:يا من أعطيتني الكل حينما سفكت آخر قطرة من دماك الغالية لأجلي على الصليب ,احفظني من خدعة التكريس المجزأ , عَلِّمْنِي يَا رَبُّ طَرِيقَكَ أَسْلُكْ فِي حَقِّكَ. وَحِّدْ قَلْبِي لِخَوْفِ اسْمِكَ.


الاختبار الرابع والثمانون

أولا :اختر افضل إجابة :-

1-أعطى يوناثان لداود الكل ما عدا
أ-السيف
ب-الحذاء
ج-الرداء

2- خُذُوا لَنَا الثَّعَالِبَ الثَّعَالِبَ الصِّغَارَ الْمُفْسِدَةَ الْكُرُومِ
أ- (جامعة1:10)
ب-(نشيد2:15و16)
ج-(تثنبة33 :8)

3- قال: حَسَبَ قَوْلِكَ يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ، أَنَا وَجَمِيعُ مَا لِي لَكَ].
أ- بنهدد
ب- آخاب
ج-شاول الملك

4-: قَال عَنْ أَبِيهِ وَأُمِّهِ: لمْ أَرَهُمَا وَبِإِخْوَتِهِ لمْ يَعْتَرِفْ
أ- يوناثان
ب- داود
ج- لاوي

5- مثال لتجزئة التكريس كيوناثان :
أ- صموئيل
ب- حنانبا و سفيرة
ج- اندرو موري

ثانيا : ضع علامة () أمام العبارة الصحيحة أو علامة () أمام العبارة الخاطئة

6-يوناثان مثال لتجزئة التكريس لانه لم يتعرض للموت لأجل داود ولا مرة

7-مَعْكَةَ أُمَّ حزقيا الْمَلِكِ خَلَعَهَا مِنْ أَنْ تَكُونَ مَلِكَةً لأَنَّهَا عَمِلَتْ لِسَارِيَةٍ تِمْثَالاً

8- كان يوناثان كالرجل الأول الذي تقابل مع الرب وكانت مشكلته تفضيل الراحة الجسدية

9- من الحكمة الذهاب لصالات الرقص للشهادة عن المسيح

10- قانون التكريس كقانون انقباض عضلة القلب All or none أي الكل أو لاشيء فليتنا نتكرس بالكامل

 بيانات إختيارية الأسم

البريد الالكتروني (email)

 


إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي

WebMaster@HeSentHisWord.com